شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين، المنتدى الأول لنماذج المحاكاة التي يقوم بها شباب الدورة الأولى للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة تحت عنوان «محاكاة الدولة المصرية»، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلس النواب.
وشهد الرئيس عددًا من نماذج المحاكاة التي قدمها الشباب من طلاب البرنامج، وكان أولها عن موقف الحكومة المصرية ورؤاها في مختلف المجالات التي تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي والتحديات الاقتصادية والاجتماعية ومنظومة الدعم والبطاقات الذكية، فضلاً عن رؤيتها للحلول لعدد من التحديات التي تواجهها الدولة المصرية.
كما شهد الرئيس أيضًا نموذج محاكاة لمجلس النواب، عرض خلاله المشاركون ملاحظات المجلس على برنامج عمل الحكومة وسُبُل مساءلتها أمام مجلس النواب، وعرض طلاب البرنامج أيضًا لسُبل إدارة المحافظين لعددٍ من الأزمات مثل السيول.
وقام السيسي بالتعقيب في هذا الصدد بأنه يتعين على المحافظين اتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهة الأزمات وتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة لدى محافظاتهم قبل طلب الدعم من الحكومة، وأنه من الضروري أن يقوم المحافظون بتفقّد دوري للإمكانات المتوافرة للتأكد من مدى الاستعداد والجاهزية في كل محافظة لمواجهة الطوارئ وإدارة الأزمات.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس تحدّث إلى شباب البرنامج، وهنأهم بما حققه البرنامج من نجاح، منوهًا بثقته الكاملة في قدرتهم على القيام بالدور الذي ينتظره الوطن منهم.
وأشار السيسي إلى أن البرنامج لن يقتصر على الدورة الأولى التي ضمت 500 شاب وفتاة، ولكن سيتم تكرار الدورات من أجل المساهمة في إعداد جيل قادر على الوفاء بمتطلبات الوطن وتبوء المكانة اللائقة به.
وذكر «يوسف» أن السيسي أشاد في حديثه بنماذج المحاكاة التي قدمها طلاب البرنامج، منوهًا بكونها أسلوبًا عمليًا يحاكي الواقع ويتيح بشكل تطبيقي التعرف على نظام العمل بمؤسسات الدولة، فضلاً عن إسهام هذا الأسلوب في الارتقاء بمستوى التدريب الذي يتلقاه شباب البرنامج.
وأضاف المتحدث أن الرئيس شدد خلال حديثه على أهمية التواصل بين الدولة والمجتمع وبناء جسور الثقة والتفاهم والوعي الحقيقي بين المسؤولين والمواطنين، موضحًا أنه من الأهمية بمكان أن تلقى حلول المشكلات التي تواجهها الدولة قبولاً لدى المواطنين من خلال تبسيط طريقة عرض المشكلات على الرأي العام، أخذًا في الاعتبار أن خبرات مصر السابقة وتجارب العديد من الدول أكدت إمكانية حلها.
ولفت الرئيس إلى أن تقديم الدعم لغير مستحقيه على مدار عقود مضت ساهم في تفاقم مشكلة الدَّين الداخلي وأهدر موارد الدولة بل وأضحى إحدى إشكاليات الاقتصاد المصري، ووجه بانتهاء الحكومة من استكمال قواعد البيانات الخاصة بالمواطنين ليتسنى وصول الدعم إلى مستحقيه، مشددًا على عدم فرض أعباء جديدة على محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية بل يتعين العمل على القيام بإجراءات لمراعاة مصالح تلك الفئات للتخفيف من أي آثار لجهود الإصلاح.
وفي سياق متصل، ذكر الرئيس أن الزيادة التي شهدتها الأجور منذ ثلاث سنوات أثرت سلبًا على موازنة الدولة وساهمت في زيادة الدين الداخلي حتى وصل إلى 97%، مشددًا على «أهمية زيادة الوعي من أجل التوصل إلى حلول نتحملها جميعًا ونتمكن من تطبيقها».
وتابع: «ليس من المقبول أو المعقول أن يتخذ المسؤول قرارًا يتناقض مع مصلحة الوطن»، مشددًا على أهمية ترتيب أجندة العمل الوطني أخذاً في الاعتبار أن عامل الوقت حاسمٌ.
وتطرق الرئيس خلال حديثه أيضًا إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، موضحًا أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر منذ خمس سنوات والتي تتضمن تراجع التدفقات السياحية أدت إلى تناقص المعروض من الدولار، فضلاً عن تعامل البعض مع الدولار على أنه سلعة تُقتنى، وهو الأمر الذي يتعين تغييره كفكرة في أذهان البعض للقضاء على التعامل مع الدولار كسلعة وليس عُملة.
وأوضح السيسي أن القوات المسلحة تساهم بقدراتها وآلياتها للعمل على كبح جماح الأسعار كذراع إضافية ووسيط للدولة، مشيرًا إلى أن جهاز الخدمة الوطنية يساهم بدور فعال في توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة من أجل المساهمة في جهود ترسيخ الدولة وكذا في إطار جهود الدولة لضبط الأسعار بشكل سريع وهو أمرٌ لن تتيحه المنظومة الحكومية وليس بالضرورة أن تأخذه آليات السوق بعين الاعتبار، إذ إنها تتعلق في المقام الأول بالعرض والطلب.
ودعا الرئيس جميع شباب مصر للترشح والمشاركة في الانتخابات المحلية من أجل ضخ دماء جديدة في الإدارة المحلية، بما يساهم في مكافحة الفساد ويرتقي بمستوى وجودة الخدمات التي تُقدم للمواطنين.
وشدد السيسي، في ختام كلمته، على أهمية العمل من أجل صالح الوطن وتحقيق آمال وطموحات الشعب المصري في التنمية والتقدم، مشيرًا إلى أهمية التفاؤل بأن المستقبل سيحمل كثيرًا من الخير والازدهار لمصر.