ضغوط لسحب مونديال 2018 من روسيا بعد فضيحة المنشطات

كتب: إيهاب الجنيدي الإثنين 01-08-2016 10:52

تزايدت الضغوط في الأيام الماضية على الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، من أجل التفكير في سحب تنظيم مونديال 2018 من روسيا، في أعقاب فضيحة المنشطات الأخيرة التي ضربت الرياضيين الروس قبل أوليمبياد ريو دى جانيرو، وترتب على إثرها استبعاد عدد كبير من الرياضيين الروس، خاصة في ألعاب القوى، من المشاركة في الأوليمبياد بعدما ثبت تورطهم في تعاطى بعض أنواع العقاقير والمنشطات المحظورة.

وكان تقرير الكندى ماكلارين، قد فضح الحكومة الروسية بعدما كشف عن تورط عدد كبير جداً من اللاعبين الروس في تعاطى المنشطات، وفقاً لخطة من الحكومة الروسية نفسها من أجل حصد الإنجازات الرياضية على الصعيد العالمى.

وتقود إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية منذ أسبوعين حملة منظمة عبر المنابر الإعلامية في البلدين من أجل الضغط لسحب تنظيم البطولة من روسيا، أو على الأقل التشكيك في نزاهة الدولة في ظل رعاية المسؤولين الرسميين فيها للفساد والغش.

وتساءلت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية: «كيف يمكن الثقة في روسيا لاستضافة أي من الأحداث الرياضية الكبرى مستقبلاً بعد فضيحة الأوليمبياد هذه». وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس هناك مجال للشك في أن دورة الألعاب الشتوية التي استضافتها مدينة «سوتشى» قد شهدت الكثير من حالات الغش والمنشطات، وكذلك بطولة العالم لألعاب القوى التي تم تنظيمها في روسيا عام 2013.

وتابع تقرير الصحيفة: «يجب بعد كل ذلك تجميد أي أحداث رياضية كبرى في روسيا، مثل كأس العالم، والبحث عن منظم بديل».

كما أشارت الصحيفة إلى أن فضائح روسيا لم تتوقف عند حدود ألعاب القوى فقط، ومن المنتظر أن يتم استبعاد رياضيين آخرين خلال الأيام القليلة المقبلة قبل انطلاق الأوليمبياد. وأضاف: «رغم كل ذلك لايزال كأس العالم 2018 في براثن روسيا، على الرغم من أن تقرير ريتشارد مكلارين أكد أن كل الغش والفساد جاء برعاية الحكومة الروسية».

وقالت صحيفة «ذا ويك»: «رغم استجابة كل الاتحادات الرياضية في العالم لطلب اللجنة الأوليمبية الدولية باستبعاد الرياضيين الروس، (فيفا) لايزال يضع ثقته الكاملة في روسيا». وأضافت: «رغم ذلك فقد أثارت هذه الحملة ضد روسيا بعض القلق، وأظهرت لجنة الأخلاق في (فيفا) بعض القوة بإعلانها أنها ستطلب من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) تفاصيل الاتهامات الموجهة لوزير الرياضة الروسى، فيتالى موتكو، وإذا أظهر التقرير انتهاكات لقانون (فيفا) للأخلاق، فإنها ستتخذ التدابير اللازمة ضده».

في ذات السياق، استنكرت تقارير رياضية أمريكية استمرار تنظيم مونديال 2018 في روسيا، وتساءلت صحيفة «نيويورك تايمز»: لماذا يصر «فيفا» على تنظيم المونديال في روسيا رغم أن القائمين على الرياضة في البلاد «ملوثون»؟ ويجب تجريدها من هذا الشرف بعدما ثبت أنهم لجأوا للغش والخداع.

وأضاف التقرير: «الكشف عن تورط روسيا في المنشطات خلال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشى، ودور فيتالى موتكو، وزير الرياضة، في حماية الرياضيين الغشاشين تجعل من المستحيل أن نثق في أي حدث عالمى بهذا البلد». ولم يتوقف الأمر عند المنشطات وفقًا للصحفى الإنجليزى إيفانز في «جارديان»: «كرة القدم الروسية غارقة في الفساد والفوضى، العنصرية منتشرة في المدرجات، والشغب بلا حدود، بدليل ما حدث من الروس في (يورو 2016) بفرنسا، وهذا يعطينا لمحة عن البلطجة المنظمة المسنودة سياسياً التي تحيط بكرة القدم هناك».

من جهته، رفض جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، جميع الضغوط لسحب تنظيم المونديال، مؤكداً على ثقته الكاملة في روسيا، وقال رداً على هذه الانتقادات: «ثقتنا في روسيا والحكومة الروسية وقيادة الدولة كبيرة، لقد تعهد لى الرئيس فلاديمير بوتين بتنظيم كأس عالم نظيفة ومثالية». وأضاف: «(فيفا) لا يقبل وصاية من أحد، وفى أي بطولة ننظمها نحن المسؤولين عن برنامج مكافحة المنشطات وليس (وادا)، سيتم تحليل عينات من لاعبى المنتخبات المشاركة بشكل مستمر، و(فيفا) يثق في أن اللجنة المنظمة والحكومة الروسية ستقدمان حدثاً بارزاً لمشجعى كرة القدم بعد عامين».