برلنتى عبدالحميد قبل رحيلها لـ«واحد من الناس»: مراكز القوى تجسست على «المشير» فى غرفة نومه

كتب: اخبار الجمعة 10-12-2010 18:29

قالت الفنانة برلنتى عبدالحميد، فى حوار أجراه معها الإعلامى البارز عمرو الليثى لبرنامج «واحد من الناس»، قبل رحيلها، والذى أذاعته قناة «دريم» أمس، إن صلاح نصر، مدير المخابرات الأسبق، عرض عليها العمل فى «الجهاز» لكنها رفضت رغم الإغراءات الكثيرة التى عرضها عليها، وأن الأجهزة الأمنية زرعت ميكروفونات مراقبة فى كل جزء من منزلها، للتجسس على تحركاتها، بعلم المشير عبدالحكيم عامر.

وأوضحت «برلنتى»: «كان عامر يحبنى جداً وحين أبلغنى أن منزلى ملىء بالميكروفونات للتنصت علىّ انزعجت جداً لكنه نجح فى تهدئتى بعد أن أقنعنى بأنها (مسألة أمن قومى)، وقال لى إن زوجته فى المستقبل يجب ألا تشوبها شائبة وإن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان لابد أن يطمئن على هذه الزيجة». وأضافت إن المشير أبلغها أنه وأجهزة الأمن وضعوها فى عدة اختبارات قاسية، للتأكد من حسن أخلاقها وحبها لمصر، وقال لها فيما بعد إنها نجحت فى جميع الاختبارات واعتذر لها عما حدث معها.

ووصفت «برلنتى» المشير «عامر» بأنه رجل عظيم، قلبه لا يعرف الخوف، وقالت إنها كانت تشعر بجو من الغموض الشديد فى بداية زواجها من المشير، وأنه كان حين يلتقى ضيوفه فى منزله يتحدث بالألغاز، حتى لا تفهم ما يقصده.

وأضافت «برلنتى»: «ذات مرة طلب المشير منى أن أحضر إحدى الجلسات الودية لأعضاء مجلس قيادة الثورة، الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية، وسألنى بعضهم عن رأيى فيهم وقالوا لى - وكانوا أشبه بـ(المتخفين)، ويرتدون (طواقى) - إننى (لمضة) جداً، وسألونى عن ثقافتى وقالوا لى إن ثقافتى من النوع (العيالى)».

وتابعت: «سألونى عن السور الذى أحفظها من القرآن، فقلت بعض السور التى حفظتها أثناء وجودى فى المدرسة، وفى اليوم التالى فوجئت بـ(عباس رضوان) يزورنى ويحضر لى مصحفاً وكتاباً لـ(العقاد)، خاصة بعد أن سألنى المشير عامر عن عدة كتب فأجبته بأننى لم أسمع عنها وحينها شعرت بأننى جاهلة جداً ولم أقرأ شيئاً».

وحول الجديد فى كتابها الثانى عن المشير عامر، المعنون «الطريق إلى قدره»، والاختلاف بينه وبين كتابها الأول «المشير وأنا»، قالت «برلنتى»: «كتابى الأولى تم تأليفه على عجالة، ولم تكن الظروف حينها تسمح بأن أقول كل ما عندى وهو كثير جداً، أما كتابى الثانى فاشتمل على الكثير من الأسرار والأحداث، واعتمدت فيه على توثيق معظم ما جاء به، خاصة فى ظل التضارب الشديد الذى احتوت عليه مذكرات بعض السياسيين، عن هذه الفترة من تاريخ مصر».

وأضافت «برلنتى» أن المشير عامر خيّرها بين زواجها منه واستمرار العمل فى السينما وأنه ذات مرة أمسك بسماعة الهاتف أثناء حديثها مع منتج إيطالى وأغلق الخط فى وجهه، وقالت: «كانت أخلاقه صعيدية جداً وكان حنوناً إلى أبعد الحدود»، وحول زواجها غير المعلن من «عامر» قالت: «الناس لا يهمونى فى شىء، وأنا اتجوزت على سُنة الله ورسوله، حسب الشرع والدين وعائلتى وعائلته كانت موجودة».

وتابعت: «كان هناك كثيرون أساؤوا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهم للأسف من مراكز القوى، الذين كانوا (يشنعون) على (عبدالناصر).

واستطردت «برلنتى»: «مراكز القوى وزعت منشورات سنة 1966 ووضعتها على جدران المنازل تؤكد أننى زوجة عبدالحكيم عامر وحامل منه»، وأضافت: «كان هدف مراكز القوى التقليل من شأن (عامر) بعد أن ذاع صيته وزادت شعبيته».

وقالت: «عبدالناصر كان يعرف كل شىء وكانت تصله معلومات عن كل هذه الأمور وذات مرة ذهب (المشير) إلى (عبدالناصر) وهو فى قمة الغضب وأبدى له استياءه من حالة المراقبة التى يتعرض لها هو وغيره.

وحول ما إذا كان «عبدالناصر» استشار «عامر» بشأن التغييرات فى الجيش، قالت برلنتى: «المشير عامر تعرض لـ(خديعة) من جمال عبدالناصر، لأن كليهما وعد الثانى بالاستقالة، وكان «عامر» فى هذا الوقت كارهاً للسياسة وكان يقول إنها كذب فى كذب»، وأضافت: «بعد الهزيمة ذهب (عامر) إلى (ناصر) يقول له إنه سيذهب إلى الإذاعة لإلقاء خطاب يوضح فيه موقف الجيش من الهزيمة، ويطلع الشعب على أن (الروس) غرروا بمصر ومنحوا قياداتها معلومات خاطئة، فأعطى (ناصر) أوامره لفرقة عسكرية بمحاصرة الإذاعة، لمنع عامر من إلقاء البيان وهو ما أغضب (المشير) بشدة».

وتابعت: «شعر عامر بأن (عبدالناصر) بدأ يتغير تجاهه، وأن هناك أموراً أصبحت غير مفهومة له، فقرر العودة إلى بلدته (أسطال) وقبل سفره ذهب إلى (ناصر) وأبلغه بقراره، خاصة بعد أن صدر قرار بتعيين الفريق فوزى قائداً للجيش، فقال له (عبدالناصر) إن هذا القرار مؤقت وإن وراءه غضب (الروس) بسبب طرد (عامر) السفير الروسى من مكتبه».

وأضافت: «سافر (عامر) إلى بلدته دون أن يخبرنى وبعد فترة أرسل إليه (عبدالناصر) وعرض عليه منصب نائب أول رئيس الجمهورية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة دون اختصاصات، لكن (عامر) رفض أن يكون (طرطور) وقال إنه ترك القاهرة وذهب إلى بلدته ليترك مصر لـ(عبدالناصر)». وتابعت: «عبدالحكيم عامر راح كبش فداء وضحية حبه لأبنائه فى الجيش لكنهم استدرجوا المشير مثل الصيد لكى يصطادوه».