ذاعت شهرة «أم إبراهيم» كثيرا على مستوى المحافظة، رغم إقامتها فى شارع جانبى ضيق متفرع من شارع فرنسا بمنطقة بحرى، حيث يستقبلك أهالى الشارع بالسؤال المعتاد لأى غريب، خاصة من السيدات «تقصد قارئة الفنجان؟»، ثم يصفون لك البيت، الذى تفاجأ بأنه عبارة عن منزل متهالك ضيق، مر عليه أكثر من 100عام، سلالمه متهالكة وآيلة للسقوط، تعيش فيه امرأة تجاوزت العقد الثامن من عمرها، فى غرفة واحدة بإحدى الشقق المشتركة.
سيدة تجلس على «أريكة» منحنية الظهر، تصلى وتسبح وتدخل فى خلوة مع ربها وقت الصلاة، هكذا كانت «أم إبراهيم» أشهر قارئة الفنجان فى الإسكندرية حين التقنياها.
تقابلنا معها كزبائن، فأخبرتنا أن سعر قراءة الفنجان 50 جنيها، وحين قلنا لها إن المبلغ كثير علينا قالت: «هى قيمتى ولن أخفض قرشا واحدا لأنى لا أعمل بذمتين».
أم إبراهيم تقرأ الفنجان منذ 35 عاما، يفد إليها الزوار من جميع أنحاء مصر والدول العربية، وكبار الممثلين، وتقول: كنت أقرأ الفنجان بــ20 جنيهاً حتى العام الماضى، ولكنى تعبت ولا أريد أن أقرأ لأى أحد، فأنا لى زبائن محددون لا أريد غيرهم، لذلك جعلت الفنجان بـ«50» جنيها. وأضافت: «فنجان أم إبراهيم ما بينزلش الأرض أبدا، وبعدين الصيت ولا الغنى، وكله على الله، وكل الناس معتقدة كده، بس أنا بقول إن الكلام ده كله ما لهوش لازمة، لأن مافيش حد بيدخل فى علم ربنا، وكذب المنجمون ولو صدقوا، ولكن كثير من الناس تعتقد فى قراءة الفنجان، ومعظم الأوقات تأتى معى بالصدفة ومن خلالها يعتقد الناس إنى السبب فى دخول الغيبيات، وهذا ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى».
وتبتسم أم إبراهيم، وهى تتذكر ما قاله الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى عنها، فتقول: «اللى بيطمنى إن الشيخ الشعراوى قال إن كل اللى بيقروا الفنجان والمنجمين هيدخلوا النار، ما عدا أم إبراهيم عشان قلبها طيب».
وسرعان ما عادت الابتسامة إلى الاختفاء من وجه أم إبراهيم، حين قالت: «توفى ابنى منذ 4 أشهر، وأنا حزينة جداً عليه، وخلاص هاطلع عمرة له وليه، وسوف أتوقف مؤقتا عن قراءة الفنجان ويا عالم إن كنت هارجع للموضوع ده تانى ولا لأ».
وأكدت عدم رغبتها فى التواصل مع وسائل الإعلام وأنها لا تحب التحدث مع الصحفيين، لأن الكثيرين تكلموا عنها، دون أن يقابلوها، وتستشهد على ذلك قائلة إن الإعلامى عمرو أديب «حفى» وحاول مقابلتها منذ نحو 4 سنوات، ولكنه فشل فى ذلك، رغم أنه يتحدث عنها فى برنامجه، على حد قولها.