زي النهارده: وفاة يحيى حقي صاحب «البوسطجي» و«قنديل أم هاشم»

كتب: ماهر حسن الأربعاء 08-12-2010 19:10

فى بيت صغير ومتواضع بدرب الميضة خلف المقام الزينبى فى حى السيدة زينب ولد يحيى حقى فى السابع من يناير 1905 لأسرة تركية متوسطة الحال كان قد هاجر أجدادها الأوائل من الأناضول إلى شبه جزيرة المورة ثم نزح أحد أبنائها إلى مصر فى أوائل القرن التاسع عشر، وتم تعيينه فى خدمة الحكومة وظل يتنقل إلى أن استقر فى مدينة المحمودية بالبحيرة ثم صار وكيلاً لمديرية البحيرة، وهذا الرجل هو جد يحيى حقى الذى أنجب ثلاثة أبناء هم: محمد (والد يحيى حقى)، ومحمود طاهر حقى وكامل حقى وكان والد يحيى قد تزوج من سيدة هانم تركية الأصل إذ التقت أسرتاهما فى المحمودية، وأنجبا عدداً كبيراً من الأبناء كان منهم يحيى الذى التحق بكُتَّاب فى السيدة زينب ثم بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية بحى الصليبية، وفى 1917 حصل على الابتدائية، والتحق بالمدرسة السيوفية، ثم الإلهامية الثانوية ونال شهادة الكفاءة وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية ليلتحق فى 1921 بمدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول وحصل على (الليسانس) فى 1925، وعمل تحت التمرين بنيابة الخليفة ثم عمل بالمحاماة وفشل وسافر للإسكندرية وعمل لدى مكاتب محاماة وسرعان ما ترك الإسكندرية إلى البحيرة ثم وجدوا له وظيفة معاون إدارة فى منفلوط بالصعيد فى عام 1927، وعاش هناك عامين إلى أن قرأ إعلانا لوزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات فى القنصليات والمفوضيات فتقدم ونجح وعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية فى جدة ثم اسطنبول عام 1930 حتى 1934 ثم فى القنصلية المصرية فى روما، ومع الحرب العالمية الثانية عام 1939 عاد إلى القاهرة سكرتيراً فى الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية لعشر سنوات ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية إلى 1949، ثم تحول إلى السلك السياسى سكرتيراً أول للسفارة المصرية فى باريس، ثم مستشاراً فى سفارة مصر بأنقرة فوزيراً مفوضاً فى ليبيا عام 1953، وأقِيلَ من العمل الدبلوماسى عام 1954 لزواجه من أجنبية، وعاد لمصر مديراً عاماً بوزارة التجارة ثم مستشاراً لدار الكتب، وفى 1959 استقال وفى 1962 عين رئيساً لتحرير مجلة المجلة حتى 1970 ثم أعلن اعتزاله الكتابة إلى أن وافته المنية فى مثل هذا اليوم 9 ديسمبر عام 1992 وكان الروائى الكبير والصحفى صبرى موسى قد ترجم اثنين من أعمال حقى للسينما هما (البوسطجى)، و(قنديل أم هاشم).