فقد فن السيمنا فى مصر والعالم العربى والعالم كله أمس الأول المخرج والمنتج والكاتب محمد خان قبل أن يحتفل بعيد ميلاده الرابع بعد السبعين فى 26 أكتوبر القادم، فقدت شخصيا أحد أصدقاء العمر الذى تعرفت عليه فى منزل صديقه مدير التصرير سعيد شيمى بميدان التحرير عام 1972، وكانت أول صورة لى معه وهو يداعب ابنى محمد فى ذلك اللقاء بعد عرض الفيلم الروائى القصير «أبو بطيخة» الذى أخرجه خان وصوره سعيد وكان الفيلم عن الموظف المصرى الذى يعود بعد الظهر إلى منزله وهو يحمل بطيخة!
يقال ما محبة إلا بعد عداوة، وقد كانت البداية مقالاً هاجمت فيه محمد خان فى نشرة نادى سينما القاهرة لأنه سخر من فيلم شادى عبدالسلام «المومياء» عندما شاهده فى مهرجان لندن عام 1971 ولكننا ومنذ أول لقاء بعد عرض «البطيخة» تصافينا، وقال لى بنزعته الإنسانية البسيطة، وميله العذب إلى الفكاهة وهل تفرق بيننا «مومياء»! ومنذ أول أفلامه «ضربة شمس» الذى عرض عام 1980 وحتى «أيام السادات» 2001 تابعت كل أفلامه بالنقد والتحليل، واعتبرت «ضربة شمس» بداية لما أطلقت عليه الواقعية الجديدة فى السينما المصرية فى كتابى بهذا العنوان عام 1992 ويطول الحديث عن فن المبدع الكبير، ولكن أفضل الآن نشر المعلومات الكاملة الدقيقة الموثقة عن حياته وأفلامه حتى لا تنشر عنه معلومات غير صحيحة.
ولد محمد خان فى القاهرة لوالد باكستانى وأم إيطالية ودرس فى القاهرة حتى هاجرت أسرته إلى لندن وهو فى الثامنة عشرة من عمره وهناك درس السينما فى مدرسة الفيلم وتخرج عام 1963 وقد بدأ حياته فى الفن مساعداً للإخراج فى بيروت من عام 1964 حتى عام 1966 ثم ألف ونشر كتابين باللغة الإنجليزية، «مدخل السينما المصرية» عام 1968، و»السينما التشيكوسلوفاكية الجديدة» عام 1969.
ومن 1965 إلى 1972 أخرج خان عدة أفلام قصيرة من أفلام الهواة من تصوير سعيد شيمى، منها الفيلم التسجيلى «الهرم» والفيلم الروائى «أبوبطيخة» ثم أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة «ضربة شمس» وكان فيلمه الرابع والعشرون «قبل زحمة الصيف» آخر أفلامه فقد ظل يعمل فى جميع الظروف وكأنه يتنفس بصنع الأفلام، ومن بين أفلامه فيلمان لم يعرضا، وهما «يوسف وزينب» إنتاج 1986، و«كليفتى» إنتاج 2004.
وفيما يلى فاتحة أفلامه التى عرضت مع ذكر سنوات الإنتاج والعرض فى حال اختلافهما
1- ضربة شمس «1978- 1980»
2- الرغبة «1979- 1980»
3- الثأر «1980-1982»
4- طائر على الطريق «1981»
5- موعد على العشاء «1981»
6- نص أرنب «1982-1983»
7- الحريف «1983-1984»
8- خرج ولم يعد «1984-1985»
9- مشوار عمر «1986»
10- عودة مواطن «1986»
11- زوجة رجل مهم «1987-1988»
12- أحلام هند وكاميليا «1988»
13- سوبر ماركت «1989-1990»
14- فارس المدينة «1990-1992»
15- الغرقانة «1991-1993»
16- مستر كراتيه «1993»
17- يوم حار جداً «1994-1995»
18- أيام السادات «2001»
19- بنات وسط البلد «2005»
20- فى شقة مصر الجديدة «2007»
21- فتاة المصنع «2013-2014»
22- قبل زحمة الصيف «2015-2016»
وكان محمد خان ينشر مقالات قصيرة تحت عنوان «مخرج على الطريق» منذ عام 1990، وقد قام بجمع هذه المقالات فى كتاب بنفس العنوان صدر عن الكتب خان عام 2015. وقدم للكتاب الناقد طارق الشناوى، واختتم مقدمته بخلاصة بديعة:
«رأيت محمد خان مرتين: الأولى وأنا أشاهد أفلامه، والثانية وأنا أقرأ كتابه الممتع»..
رحم الله فنان السينما القدير الذى دخل التاريخ بعدد من روائع السينما، وعوضنا خيراً فى ابنه الفنان الطليعى حسن خان، وابنته المخرجة الفنانة نادين خان.