فى الآونة الأخيرة، وبحكم خبرتنا فى المهنة، بدا واضحاً أنه قد صدرت تعليمات بالهجوم على شخص العبد لله، وعلى الزميل الفاضل الأستاذ محمد على إبراهيم، فى آن واحد. هناك من قام بتنفيذ التعليمات فرادى، بمعنى كل واحد على حدة، وهناك من فهم أن التعليمات تهدف إلى التعامل مع الاثنين دفعة واحدة، هذا نفذها بطريقته، وذاك نفذها كما فهم.
بصراحة، رأيتُ ما يجرى يثير الاستياء جداً، لسببين، أولهما أنه قد ثبت من هذه الممارسات أن الاعتماد الرسمى خلال هذه المرحلة أصبح قائماً على أشباه كُتَّاب، أو أشباه صحفيين، يبدو أنه لا توجد سيطرة على صحفيين أو كتاب كبار، وهو أمر فى حد ذاته كان يجب أن يكون مُبشِّراً، إلا أن ضرورات المرحلة كانت تستدعى غير ذلك، ثانى هذه الأسباب هو أننى كنت أعتقد أن مقامى وقيمتى أكبر من ذلك، أى أن الأمر كان يتطلب تكليف آخرين من المشهود لهم أخلاقياً ومهنياً، حتى يكونوا مقنعين للقارئ وللرأى العام عموماً، أما وأن أُفاجأ بين كل يوم وآخر بأحد أشباه الرجال، أو أشباه بنى آدم، يرددون ما ردده سابقوهم من هراء سخيف، فهو أمر مشين.
وإذا كان هذا هو حال العبد لله فأعتقد أن الأستاذ محمد على إبراهيم أشد غضباً الآن، الرجل بحكم تاريخه المهنى، بحكم عمره الطويل، أطال الله فى عمره، بحكم أخلاقه المشهود بها- ما كان يجب أبداً أن يتم تسليط أحد المتسلقين، أو أحد المرتزقة عليه بهذا الشكل أو ذاك، الرجل له قدره، بالتالى كان يجب أن يكون له مقامه، حتى حال الافتراء عليه.
هى رسالة أوجهها لذوى الشأن، المعنيين بهذا الأمر، ما هكذا تكون إدارة الأزمات، ما هكذا أقدار الناس، من المعلوم أن لكل مقام مقالا، قد يكون هناك بين متسلقى المرحلة من كانوا أقل تربية أو تعليما، قد يكون هناك من اعتادوا الخوض فيمن هم أكبر منهم سناً ومقاماً، قد يكون هناك من اعتادوا ذلك فى مقابل مادى، أو حتى دون مقابل، لحساب أفراد أو جماعات، المهم أن هذه هى حياتهم، قامت على اتهام الناس بالباطل، دون أدنى وازع من أخلاق أو ضمير.
ما لا يدركه البعض هو أنه فى الوقت الذى كان فيه العبد لله نجماً لامعاً فى هذه المهنة، منذ أواسط ثمانينيات القرن الماضى، وقبل ذلك بعقد من الزمان كان الأستاذ محمد على إبراهيم كذلك، كان أشباه البشر هؤلاء، إما يعملون فى لم الجِلة «بكسر الجيم» فى العزب والنجوع، أو يقومون بشم الكُلة «بضم الكاف» بين حوارى وأزقة القاهرة، إلى أن انتشلتهم بعض المؤسسات فى غفلة من الزمن، فوجدوا ضالتهم فى الطعن بأسيادهم وأساتذتهم، عملية نفسية اعتادها المجتمع الصحفى من النكرات بشكل خاص، يتم تقنينها عادة، بالعمل لحساب هذا الشخص، أو تلك الجهة.
المهم، كنت أود ألا أتعرض لهذا الموضوع من قريب أو بعيد، إلا بعد كشف بقية هذه المجموعة عن نفسها، وهى المنتشرة فى صحافة التلات ورقات، أو صحافة التوزيع المضروب، إلا أننى رأيت ضرورة الطرح بعد أن كشف لى أحد الزملاء المحترمين أنه رفض القيام بهذه المهمة فيما يخصنى، والأستاذ محمد على إبراهيم أيضاً، وكأننا معاً نشكل أزمة ما، فى هذه المرحلة، لمجرد أننا نسعى إلى النصيحة، فى زمن عزَّت فيه النصيحة. كنت أتمنى على الذين يصدرون التعليمات أن يحاولوا الاستفادة من النصيحة، كما كنت أتمنى على من يتلقونها أن يرتقوا بأنفسهم عن هذه الوضاعة، مادام الله، عز وجل، قد فتح أمامهم أبواب الرزق الحلال، إلا أنه فى الأولى بدا أن لا أحد يريد الاستفادة، وإلا ما كان هذا الضياع فى كل المجالات، وفى الثانية بدا أن القذارة من الممكن أن تصل مع هذا الشخص أو ذاك إلى حد التآلف والتوحد، فلا يستطيع الخلاص منها بقرار. على أى حال، سوف نستمر فى النصيحة، وفى هذا الإطار ننصح من يصدرون التعليمات بتطوير أنفسهم، وتطوير وسائلهم، وتطوير عناصرهم، فى الوقت نفسه ننصح من يتلقونها بالتنسيق فيما بينهم، بأن يكون هناك فاصل زمنى معقول بين كل طلعة وأخرى، ومن جهتنا سوف نلتمس لهم العذر دائماً، فى ظل هذه الأوضاع الاجتماعية الصعبة، كما يقولون: أكل العيش مُر.
فى عصر تقنية المعلومات، أيها المتخلفون، من هذه الفئة وتلك، لا يوجد ما يمكن حجبه عن الناس، من معلومات شخصية أو غير شخصية، معلوم تماماً من كان عضواً فى الحزب الوطنى، ولم تكن هناك فتوى شرعية تمنع ذلك، معلوم تماماً من كان ينتمى إلى جماعة الإخوان، ولم تكن هناك أيضاً فتوى شرعية تُحرّم ذلك، معلوم تماماً أمر المنافقين لهؤلاء وأولئك، ثم لمن بعدهم، دون أدنى خجل، معلوم تماماً أصل وفصل وأخلاق ومهنية كل شخص، مهما حاول تضليل الناس، أو التلاعب بسيرته الذاتية.. أيها الأغبياء: ألا تخجلون؟!
على أى حال، سوف نحاول عدم التوقف أمام أى تطاول مستقبلاً، سواء من بتوع الجِلة أو الكُلة، أو حتى الذين يعملون ضمن لجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، ويتنكرون فى أسماء وصور وهمية، مادامت العملية أكل عيش، ومادام ذلك هو المستوى فى الوقت الراهن، إلا أننا سوف نُصر على حقنا فى المطالبة باختيار نوعية أفضل من ذلك، حينما يتم التعرض لنا.