وغاب «الأمل» عن قمة «الخيمة»

مي عزام الأربعاء 27-07-2016 21:58

فى فبراير الماضى اتخذ الملك المغربى محمد السادس قرارا بعدم استضافة بلاده للقمة العربية، والسبب المعلن ورد فى بيان الاعتذار الرسمى الذى أصدرته الخارجية المغربية وهو أن القمة تحولت إلى مجرد مناسبة لإلقاء الخطب والكلمات دون مردود فعلى أو تأثير حقيقى فى القضايا السياسية وخاصة قضية القدس والمشكلة الفلسطينية عموماً، ولذلك فإن «الظروف الموضوعية لا تتوفّر لعقد قمّة عربية ناجحة، قادرة على اتّخاذ قرارات فى مستوى ما يقتضيه الوضع».

كان هذا البيان كافيا لوأد أى قمة عربية تعقد مستقبلا، ولم يحدث على الساحة العربية من فبراير ليوليو ما يجعلنا نأمل فى نجاح قمة موريتانيا، التى تم الاستعداد لها على عجل، وأقيمت فعالياتها المختصرة فى الخيام لأن المنشآت المزمع إنشاؤها لم تكتمل.

لم يحضر القمة سوى ستة من الزعماء العرب: رؤساء السودان واليمن وجيبوتى وجزر القمر وأميرا الكويت وقطر بالإضافة لرئيس موريتانيا الدولة المضيفة، ومثل ليبيا ولبنان رئيسا الوزراء لأن البلدين بدون رئيس حتى الآن!!!، وغاب أصحاب الأدوار الرئيسية والفاعلة على الساحة العربية، وكان تخليهم عن حضور القمة بمثابة الضربة القاضية لها، وأكدوا عمليا ماجاء فى الرسالة المغربية السابقة، وهو ما جعل التساؤل حول ضرورة انعقاد القمة وهدفها ونتائجها مطلبا طبيعيا، فى ظل حالة اليأس العربى التى نعيشها.

توصيات القمة العربية الـ 27 لم تخرج عن إطار ما سبقها، بالطبع هناك تفصيلات تختص بها كل قمة عربية وتتفاعل بها مع الأحداث الجارية حينذاك، لكن الثوابت واحدة: مركزية القضية الفلطسينية، أهمية العمل العربى المشترك وحتمية التضامن لمواجهة التحديات الخارجية، ويتم دوما استخدام أفعال: يرحب القادة العرب.. يناشد القادة العرب... يأمل القادة العرب... يؤكد القادة العرب... يعلن القادة العرب... يعرب القادة العرب... يشير القادة العرب.. يجدد القادة العرب الدعوة إلى.... يشدد القادة العرب على، ووجدتنى أتساءل عن القادة العرب، ودورهم.

فهل القادة العرب الذين يتحدثون دون مترجم بينهم، يدركون عمق المشتركات التى تجمع بلادهم؟، وأنها تستحق العمل بإخلاص لتغليبها على عوامل الفرقة والمصالح الآنية؟ هل يفكر القادة.. العرب، فى المواطن العربى، وصورته عن نفسه فى بلده وفى الخارج؟ هل يشغلهم مستقبله؟ وهل يؤلمهم قلة حيلته وهوانه؟

الكتابة عن القمم العربية مؤلم، فهو يستدعى دائما التفكير فى أحوالنا، والعجيب حين تنظر إلى الصورة الرسمية التى تنشر فى وسائل الإعلام، وتجمع القادة العرب فى ختام أى قمة تجدهم مبتسمين وتشعر برضاهم عن أنفسهم وتدرك أنهم دائما يجدون مبررا خارجيا لفشلهم فى تحقيق أمان لشعوبهم، أشعر حينذاك أنه لابد أن يكون هناك خطأ ما، وأتساءل كيف أن هؤلاء القادة، الذين يجمع بينهم لغة واحدة ودين واحد وميراث حضارى واحد وحدود متجاورة بدون عوائق من الخليج للمحيط، يهدرون ما لديهم من فرص للوحدة والتحديث والتطوير ويتفرغون لتدمير بعضهم البعض وإنفاق ثرواتهم فيما لايجدى!!

المساعدات والمنح التى تقدمها الدول العربية الخليحية لدول عربية أخرى متعثرة اقتصاديا لاتقارن بما تنفقه بعض هذه الدول فى حروب تدميرية لدول عربية... كلما فكرت فى أحوال معظم القادة العرب ينتهى بى الأمر إلى الرثاء لحالهم وحالى وحال الملايين من المواطنين العرب البسطاء.

وأعتقد أن أغلب هؤلاء القادة مسؤولون أمام شعوبهم وأمام التاريخ عن هذا الانهيار الذى نراه حولنا وما وصلنا إليه من انحدار، كل عام نتصور أننا وصلنا إلى السفح ولن يكون هناك سقوط بعد ذلك، فنجد أن هناك المزيد ينتظر هذا «الوطن العربى» الذى تغنينا بأمجاده ويعجز الآن أن يحمى نفسه من المؤامرات الخارجية ونفوذ قوى إقليمية وتأثير إسرائيل.

ماذا نريد كعرب؟؟؟ هل مازال لدينا حلم وهدف وقدرة على الحياة فى المستقبل أم أننا سنكتفى بالغناء بأمجاد الماضى والطاعة لحكام الحاضر؟؟.. هل من مجيب؟؟

ektebly@hotmail.com