إذا كنت تحاول خسارة الوزن، فلا بد أن تستبدل المشروبات السكرية مثل العصائر والمشروبات الغازية بالماء.
وبحسب صحيفة The independent البريطانية، فإن باحثين أجروا دراسةً عن السلوك الهضمي بالنظر في كيفية تفاعل الدماغ مع كميات مختلفة من الماء، فوصلوا إلى تصور أكثر وضوحاً للدور الذي يلعبه شرب الماء في خسارة الوزن، وهي صورة تقود إلى ملاحظات هامة حول التأثير الذي يُحدثه الماء في شعورنا بالجوع.
ففي الدراسة الصغيرة، قام الباحثون في جامعة واغيننيغن بهولندا بإعطاء 19 رجلاً وجبات مخفوقة، ثم أتبعوها بـ 50 ملليلتراً من الماء (أي ما يعادل كوباً صغيراً)، أو 350 ملليلتراً (وهو ما يعادل علبة مشروب غازي)، وقاموا بعدها بمراقبة تصوير الرنين المغناطيسي ليروا كيف أثرت هذه السوائل على المعدة والدماغ. حسب موقع «هافينجتون بوست».
جرى استنتاج أن الشعور بالجوع بدا أقل والشبع أكبر لدى هؤلاء الذين شربوا كمية أكبر من الماء، وذلك في فارق كبير عن المشاركين الذين أخذوا رشفة واحدة، كما لاحظ الباحثون وجود نشاط أكبر في الدماغ لدى هؤلاء الذين شربوا ماء أكثر بعد وجباتهم.
ولا تعد هذه الدراسة هي الوحيدة التي تكتشف هذا النوع من التأثيرات لشرب الماء في أوقات الطعام.
شرب الماء قبل الوجبات أم بعدها؟
كما قام العلماء بدراسة تأثير شرب الماء قبل تناول الطعام على خسارة الوزن، فتوصل الباحثون في جامعة برمنغهام في دراسة أجريت في العام 2015، إلى أن المشاركين الذين كانوا يشربون الماء قبل وجباتهم - بعضها أو كلها - بنصف ساعة، خسروا في المتوسط ما بين 5 و9 باوندات خلال 3 أشهر.
وقام الباحثون في جامعة برمنغهام بإجراء التجربة على 84 شخصاً - 54 امرأة و30 رجلاً - كان متوسط أعمارهم 56 عاماً.
وشرب نصف المشاركون 16 أونصة من الماء العادي وغير الغازي قبل تناول الطعام بنصف ساعة، وذلك في وجبة على الأقل يومياً، فيما قام بعضهم بذلك قبل الوجبات الثلاث كل يوم والبعض الآخر قام بذلك قبل وجبة أو وجبتين فقط.
أما النصف الثاني من المشاركين فلم يكن يشرب الماء أصلاً قبل تناول الطعام، ولتشجيعهم على الشعور بأنهم جزء مهم في هذه الدراسة، طالبهم الباحثون بتخيل الشعور بالشبع بدلاً من ذلك.
كما قام الباحثون بمعاينة المشاركين بشكل دوري وفحص بولهم لمعرفة كمية الماء التي يشربونها بالفعل، وذلك لمحاولة معرفة ما إذا كان المشاركون يلتزمون بالخطة.
وبشكلٍ عام، خسر المشاركون في التجربة من المجموعتين القليل من الوزن خلال فترة الدراسة - ما بين 2 و9 باوندات - فيما لم يستطع الباحثون التأكد من السبب.
ولكن هناك دراسات كثيرة تؤكد أن مجرد كون الشخص تحت الدراسة يؤدي إلى تغيّر ملحوظ في السلوك، وربما يكون هذا أحد الأسباب وراء ذلك.
أما بالنسبة للمجموعة التي شربت الماء فتبين أنها خسرت حوالي 2.7 باوند أكثر من المجموعة التي لم تكن تشرب الماء.
لماذا يُشكل الماء فارقاً؟
هناك عوامل كثيرة يمكن أن تسهم في خسارة الوزن، من ممارسة الرياضة إلى تغيير الحمية الغذائية أو المزاج.
لذا قام الباحثون في دراسة برمنغهام بتتبع بعض هذه العوامل خلال فترة الدراسة، ومنها النشاط الجسدي للمشاركين وعدد السعرات الحرارية التي يتناولوها في وجباتهم.
ولاحظوا أنه لم يكن هناك فرق كبير بين المجموعتين من حيث ممارسة الرياضة، بل إن المجموعة التي لم تكن تشرب الماء كانت تمارس الرياضة لوقت أطول قليلاً من المجموعة الأخرى.
إذن لم تكن ممارسة الرياضة، وليس بالضرورة اختلاف نوع الطعام لدى المشاركين، هو الأمر الذي ساهم في خسارة الوزن، ورغم أنه جري إعطاؤهم نصائح عامة في التغذية، إلا أنهم أخذوا توجيهات بتناول ما يشاؤون من الأطعمة.
وتناولت المجموعة التي كانت تشرب الماء سعرات حرارية أقل من المجموعة الأخرى التي لم تغير عاداتها في شرب الماء.
فيما يعتقد الباحثون أن هذا النقصان في الوزن، قد يرجع إلى أمر واضح وهو أن شرب الماء يملأ المعدة ما يجعل الشخص يشعر بجوع أقل.
ويبدو أن نتائج دراسة أجرتها جامعة واغيننيغن تدعم فرضية أن الأشخاص الذين شربوا ماء أكثر شعروا بامتلاء أكثر وجوع أقل، حيث أظهرت صور الأشعة بطوناً ممتلئة.
هل تفكر في اتباع نظام غذائي؟
وعلى الرغم مما أظهرته تلك الأبحاث، فقد وجد بحث آخر أن الناس تستمر في تناول الطعام حتى بعد شعورها بالشبع، ولذلك فربما لا تكون هذه خطة مضمونة للجميع، بالإضافة إلى أن هذه الدراسة أُجريت بالأساس على رجال بيض متوسطي العمر، ولهذا فإن النتائج قد لا تنطبق على جميع البالغين.
إذن فشرب الماء للتحكم في الوزن قد ينجح عند إضافته إلى أسلوب حياة صحي بدلاً من استخدامه وحده.