بـ«حركة بسيطة»!

سليمان جودة الثلاثاء 26-07-2016 21:39

قرأت ما يلى فى صحيفة «المساء» المغربية، وأرجوك أن تتوقف معى أمام كل فقرة فيه، لترى كيف أنهم هناك يرشدون الناس إلى ما يجب أن يفعلوه بالضبط، لخفض الاستهلاك فى الماء، وفى الكهرباء، وكيف أننا نحن، فى المقابل، نقول كلاماً عاماً عن الموضوع نفسه، ثم نتوقع أن تنخفض الكميات المستهلكة من الماء ومن الكهرباء!

فى «المساء» اليومية، كان هناك إعلان منشور على ما يقرب من الصفحة الكاملة، وكان عنوانه: «بحركة بسيطة»!

أما الحركة البسيطة، التى تطلب الشركة المسؤولة عن الماء والكهرباء من كل مواطن مغربى أن يفعلها، فهى كالتالى:

أولاً: استخدام اللمبة الاقتصادية، أو الموفرة كما نسميها نحن، بدلاً من العادية، لأن الثانية تستهلك خمسة أضعاف استهلاك الأولى.

ثانياً: إحكام إغلاق الحنفية، لأن نزول قطرة واحدة منها باستمرار، معناه إهدار 4 لترات فى الساعة، أو إهدار 35 ألف لتر فى العام!

ثالثاً: إذا أراد الرجل أن يحلق ذقنه، فعليه أن يملأ كوباً ليستخدمه، لا أن تظل الحنفية مفتوحة طوال الحلاقة!

رابعاً: إذا أرادت سيدة البيت أن تغسل أطباقها، فالأفضل أن تملأ البانيو بما تحتاجه من الماء، ثم تغلق حنفيتها، لأن ذلك يوفر الماء كثيراً!

خامساً: إذا أردت أنت أن تستحم، فالأفضل أن تستخدم «الدش» لأن استخدامه يستهلك 20 لتراً لاستحمام الفرد الواحد، أما الاستحمام بغير الدش، فيستهلك 200 لتر!

سادساً: لا يكفى إغلاق الأجهزة الكهربائية الموجودة فى البيت، من خلال الأزرار الخاصة بكل جهاز، وإنما لابد من إطفاء المفاتيح التى تغذيها بالكهرباء أصلاً، لأن ذلك يوفر طاقة كثيرة للبلد!

هكذا.. وفى ست خطوات، يستطيع المواطن بـ«حركة بسيطة» أن يقوم بها، ويستطيع بالتالى أن يوفر الطاقة والماء لنفسه ولبلده، فلا يستهلك هو، كمواطن، ما يزيد على حاجته، ولا تحتاج الدولة، فى المقابل، إلى توفير المزيد من الطاقة ومن الماء، لأنها إذا احتاجت إلى ذلك، سوف تكون مضطرة إلى أن تنفق أكثر، وعندما تنفق أكثر سوف يكون إنفاقها الأكثر، على حساب كل مواطن من مواطنيها.. والمعنى أن مصلحة المواطن المباشرة هى فى أن يقلل من استهلاكه للطاقة والكهرباء، خاصة أن الاستهلاك الأقل لن يكلفه شيئاً، وسوف يتحقق بمجرد «حركة بسيطة» من جانبه، على مدار اليوم.

عندنا، قال رئيس الحكومة قبل أسبوعين، إن ترشيد استهلاك الماء والكهرباء يحل الجزء الأكبر من مشكلتنا الاقتصادية، ولكنه لم يقرن كلامه ببرنامج عمل مُذاع ومُعلن، من نوع ما ذكرت أنا حالاً.. فكأنه لم يخاطب مواطنيه بشىء!