عمرو واكد : رفضت دبلجة صوتى في فيلم «الأب والغريب» وتعلمت الإيطالية فى خمسة أيام

كتب: ريهام جودة الثلاثاء 07-12-2010 17:46


ليس بالضرورة أن يحمل الشريط السينمائى مآسى وصوراً مفجعة كى يكون له تأثيره على من يشاهده، وفقاً لهذا الأسلوب يقدم الفيلم الإيطالى «الأب والغريب» كثيراً من المعانى والقيم المؤثرة عن الصداقة والأبوة ومعاملة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والإنسانية بشكل عام، فالأب الإيطالى «دييجو» يتسم بالعصبية مع الآخرين حتى لو كان قساً، وانقطع التواصل بينه وبين زوجته منذ مولد طفلهما «جاكومينو»، الذى شاء له القدر أن يخرج إلى الدنيا معاقا لخطأ طبى أثناء ولادته، وهو الذى انعكس على «دييجو» فخشى حتى من ملامسة طفله أو مداعبته، ويتغير حال «دييجو» إلى النقيض، فيحرص على اصطحاب طفله إلى مركز التأهيل الطبى وتحميمه بنفسه وملاطفته حين يتعرف على «وليد» الرجل العربى والد «يوسف» الرضيع، الذى أصيب بالإعاقة ذاتها، لكن والده يعامله بشكل مختلف من الطريقة التى يتعامل بها «دييجو» مع ابنه، فيحرص على ملاطفته وتلقيبه بـ«نور عينى»، ورغم اختلاف الاثنين فى ثقافتهما وديانتهما وطباعهما فإن صداقة وطيدة تنشأ بينهما وتقهر المصاعب التى يتعرض لها «دييجو» بعد اكتشافه انخراط «وليد» فى العمل مع العصابات بهويات وأسماء متعددة.


الفيلم عرض الاثنين فى المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائى الدولى»، وأعقبته ندوة حضرتها منتجة الفيلم «جراتسيا فولبى» وبطله عمرو واكد، وكعادة ندوات أفلام المسابقة الدولية لم تسند إدارتها إلى أى من النقاد، بل كلف مترجم اللغة الإيطالية بنقل الأسئلة بين المنتجة والحضور.


منتجة الفيلم «جراتسيا فولبى» قالت: الفيلم مهم ويحمل الكثير من التنوع فى الموضوعات والقضايا الاجتماعية والإنسانية التى يناقشها، خاصة فكرة الصداقة رغم اختلاف الحضارات والمنشأ التى تساعد فى تقبل «دييجو» لابنه المعاق والخروج من العقد النفسية لأبيه، التى كانت تدفعه لتغطية وجهه خوفا من نظرة الآخرين له، كما أثنت «فولبى» على الكاست متعدد الجنسيات فبطلا الفيلم إيطالى ومصرى، إلى جانب الممثلة الروسية «كيثنيا رابوبورت»– فى دور زوجة «دييجو»– واللبنانية نادين لبكى فى دور شقيقة زوجة «وليد»، وعن كيفية إسناد الدور له قال عمر واكد: ظننت أن الحوار فى الفيلم سيكون بالإنجليزية لكننى فوجئت بمخرج الفيلم يسألنى عن مدى إجادتى للفرنسية، لأننى سأتحدث بها، بينما يدبلج الحوار بصوت ممثل آخر بالإيطالية، وهو ما رفضته لأننى بصراحة «اتكسفت منكم» ومن رد فعلكم عند عرض الفيلم فى مصر لو حدث هذا، وطلبت منهم إحضار مدرب للغة الإيطالية، وأعطونى الحوار وتدربت لمدة 5 أيام فقط، حيث كانوا بالفعل قد بدأوا التصوير، وقلت له «أنا حاقول بالإيطالى، وابقى دبلجنى لو وحش»، لكننى الحمد لله دبلجته بنفسى، والطريف أنهم أعادوا كتابة بعض المشاهد بعد الأسبوع الثانى من عملى معهم بعد إتقانى اللغة.


ورفض «واكد» فكرة تمييز الجنسيات فى الأعمال الفنية، مشيراً إلى عدم ملاءمته لتقديم شخصية أفريقى أو أسيوى أو سويدى مثلا، وبدء عرض أدوار لشخصيات إيطالية وشرق أوروبية عليه لتقديمها، وذلك رداً على تساؤل عن حصر الممثل المصرى فى تقديم شخصيات شرق أوسطية فى الأفلام العالمية، وأضاف: «عرض نماذج أخرى يسعدنى لأن الواحد كده وصل لمنطقة أنه يتشاف كبنى آدم، وهنا تدخلت المنتجة لصاحب السؤال وقالت: إنت هتبقى مبسوط لما أجيبلك ممثل إيطالى يعمل شخصية عربية؟، ثم إن السينما بلا جنسية، وحين أسندنا دوراً للممثل، أسندناه وفقا لموهبته وليس جنسيته، وواكد كان الأنسب».


الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الإيطالى «تاكارنو دى كالدو» باسم «رواية الجريمة».


وانتقد أحد الحضور عدم دراسة الثقافة العربية بشكل كاف بسبب مشهد الاحتفال الذى تزامن مع وفاة الطفل «يوسف»، وهو ما رد عليه «واكد»: اعترضت على ذلك المشهد أيضا، لكنهم أبلغونى بأن بعض القبائل فى سوريا تقيم عزاء مبهجاً وليس حزينا، وبحثت بنفسى فى الأمر، ووجدته حقيقيا، وإذا نظرنا من منظور إسلامى، سنجد أننا نتبع عادات فرعونية ونخلط بينها وبين التقاليد الإسلامية.