«ويكيليكس»: قطر عرضت على مصر وقف بث «الجزيرة» لمدة عام

كتب: عنتر فرحات, علا عبد الله ‏ الإثنين 06-12-2010 19:56


كشفت إحدى الوثائق السرية الأمريكية التى يواصل موقع «ويكيليكس» نشرها وبعثتها السفارة الأمريكية بالدوحة بتاريخ ٢٤ فبراير ٢٠١٠ إلى الخارجية الأمريكية، أن لقاء عقد بين حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى والسيناتور جون كيرى، وقال بن جاسم خلال اللقاء، إن مصر لها مصلحة فى استمرار محادثات المصالحة الفلسطينية «بين حماس وفتح» لأطول فترة ممكنة، وأضاف أن مصر ليست لديها نهاية للعبة، فهى لا تسعى من وراء العمل كوسيط فى المحادثات سوى لتحقيق مصلحة تجارية مع الولايات المتحدة، وشدد حمد على ضرورة إقصاء مصر من المفاوضات، مفجرا مفاجأة، بأن قادة حماس بالداخل والخارج مستعدون للاعتراف بحدود 67.


واعتبر بن جاسم أن «مصر تبدو مثل طبيب لديه مريض واحد، وإذا كان هذا هو العمل الوحيد «فسيسعى الطبيب لإبقاء المريض على قيد الحياة ولكن فى المستشفى لأطول فترة ممكنة».


وبحسب بن جاسم، تريد حماس على المدى القصير تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح وإعادة بناء الدمار الذى أحدثته إسرائيل فى غزة، مضيفا أن حماس لا تثق فى مصر أو فى اللجنة الرباعية، ولفت إلى أنه منذ بداية عملها كانت اللجنة الرباعية ضد حماس ومنحازة مع مصالح أبومازن ومصر والأردن.


وأضاف بن جاسم: «إن فائدة مصر الوحيدة لدى الولايات المتحدة هى التوسط لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لذلك ليس لديها أى مصلحة فى إخراج نفسها من المباراة الوحيدة التى تلعبها» - وفقا لـ«بن جاسم» - مقللا من أهمية الدور المصرى، وأضاف: «قل لأصدقائك فى مصر إن عليهم مساعدة أنفسهم».


وقال بن جاسم إن قطر علمت فى أواخر عام ٢٠٠٨ أن إسرائيل والولايات المتحدة تحتاجان إلى المصريين للتعامل مع الأزمة فى قطاع غزة، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت اشتكى لاحقا لقطر من أن مصر بلد كبير ولكن لا يمكنها التحرك بسرعة كافية. وأشار السيناتور كيرى إلى أنه كان فى القاهرة فى ذلك الوقت وكانت قطر تدعو إلى عقد قمة عربية فى ديسمبر ٢٠٠٨ أو يناير ٢٠٠٩، ورغب فى التعرف على وجهة نظر بن جاسم حول الخلاف بين قطر ومصر فى ذلك الوقت.


وتشعر قطر - وفقا لبن جاسم - بالقلق حيال مصر وشعبها، الذى بدأ صبره ينفد، وتابع بن جاسم قائلا إن القاهرة تؤكد أن قناة «الجزيرة» هى مصدر المشاكل فى مصر. وهذا ليس عذرا، وأضاف أنه عرض على مصر وقف بث قناة الجزيرة فى مصرة لمدة عام، إذا وافقت على التوصل خلال تلك الفترة إلى تقديم تسوية دائمة للفلسطينيين، وأنه لم يتلق ردا مصريا.


وفى هذا الإطار، كشفت بعض الوثائق الدبلوماسية المسربة من السفارة الأمريكية فى الدوحة، التى نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكترونى، عن استخدام قطر لقناة «الجزيرة» كـ«ورقة مساومة» لتحسين علاقاتها مع الدول الأخرى، من خلال تعديل السياسة التحريرية والتغطية الإعلامية للقناة بما يتناسب مع خدمة مصالح السياسة الخارجية القطرية.


وأضافت الوثيقة أن «الجزيرة كانت تغير فى تغطيتها الإعلامية للقضايا الإقليمية والدولية، بما يتلاءم مع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة، كما أنها عرضت وقف انتقاداتها لهم مقابل الحصول على امتيازات كبيرة».


وقال الدبلوماسيون الأمريكيون فى برقياتهم إلى واشنطن، إن المواد الإعلامية التى تنتجها القناة صارت جزءا من مناقشتهم الثنائية، خاصة بعد التأثير الإيجابى الذى أحدثته «الجزيرة» على العلاقات بين قطر والسعودية والأردن وسوريا وغيرها من الدول.


وعلى صعيد متصل، كشفت وثائق «ويكيليكس» أن كبار المسؤولين الأمريكيين يشعرون بإحباط متزايد لامتناع حلفاء واشنطن فى الشرق الاوسط عن المساعدة فى وقف الدعم المالى للإرهابيين. وتشير تقارير وزارة الخارجية الأمريكية الداخلية إلى أن ملايين الدولارات تصل إلى جماعات متطرفة من بينها تنظيم القاعدة وحركة طالبان رغم تعهدات الولايات المتحدة بالعمل على وقف هذا التمويل.


وكشفت وثائق أن مذكرة سرية أرسلتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى ديسمبر الماضى إلى بعض إدارات وزارتها أظهرت أن مقيمين بالسعودية والدول المجاورة لها هم الداعم الرئيسى للعديد من الأنشطة المتطرفة، وخلصت المذكرة إلى أن «متبرعين فى السعودية يشكلون أكبر مصدر لتمويل الجماعات الإرهابية السنية على مستوى العالم» كما تضمنت انتقادات مماثلة لدول أخرى فى المنطقة.


ووصفت المذكرة الإمارات بأن لديها «فجوة استراتيجية» يمكن للإرهابيين استغلالها، فيما اعتبرت قطر «الأسوأ فى المنطقة» من حيث مكافحة الإرهاب، ووصف الكويت بأنها «نقطة عبور رئيسية».


وعلى صعيد آخر، كشفت تسريبات «ويكيليكس» عن قائمة مفصلة حول المنشآت الأجنبية التى تمثل أهمية للأمن الوطنى فى الولايات المتحدة، بما قد يجعلها أهدافا حيوية لهجمات إرهابية.


ووفقا للتسريبات تضمنت القائمة أسماء لمئات من خطوط أنابيب الطاقة ووصلات بيانات مهمة فى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى شركات يمثل إنتاجها أهمية للأمن الوطنى فى الولايات المتحدة، بينها عدد من الشركات الألمانية.. ووفقا للوثيقة المسربة، تمثل شركة «باسف» الألمانية العملاقة للصناعات الكيماوية - ومقرها الرئيسى فى مدينة لودفيجسهافن شمالى ألمانيا - أهمية للأمن الوطنى الأمريكى بصفتها «أكبر شركة للكيماويات فى العالم».


كما تضمنت القائمة أسماء لشركات أخرى فى ألمانيا مثل «سيمنس» الرائدة فى تصنيع المحولات الكهربائية والتوربينات لتوليد الكهرباء من الطاقة المائية، وشركة «دريجرفيرك» المتخصصة فى صناعة الأجهزة والأنظمة فى مجالات الطب والأمن والغوص، وشركة «يونجهانز» للتقنيات الدقيقة والرائدة فى صناعة مدافع هاون، بالإضافة إلى شركات متنوعة فى مجال الصيدلة.


وكشفت وثيقة دبلوماسية أمريكية من العام 2007 - نشرها موقع ويكيليكس - أن اليمن ادعى عامدا أن طائرة تجسس أمريكية غرقت قرب سواحله هى طائرة إيرانية رغم علمه أنها أمريكية.


وذكرت الوثيقة الصادرة عن السفارة الأمريكية فى صنعاء انه تم العثور على حطام الطائرة من دون طيار فى مارس 2007 على شاطئ محافظة حضرموت (جنوب شرق)، اتضح أنها طائرة أمريكية، وعلى الرغم من اعتراف الأمريكيين بأن الطائرة تابعة لهم فإن «صالح» أعلن أن الطائرة تابعة لطهران.


وعلى صعيد آخر، أكد السفير الأمريكى فى العراق كريستوفر هيل أن الحكومية العراقية ترى فى المملكة العربية السعودية «أكبر تهديد لسلامة وتماسك دولة العراق الديمقراطية الوليدة» وليس إيران، قائلين إنهم يمكنهم احتواء نفوذ الجارة الشيعية طهران، وذلك على عكس الرغبة الخليجية القوية بعودة الهيمنة السنية على بغداد.


كما كشفت وثيقة أخرى صادرة عن السفارة الأمريكية فى العراق أن الأمريكيين شعروا بحرج إثر عملية إعدام صدام، وأن السفارة أكدت أن الموضوع تم بحالة من الفوضى الشديدة، وأنه كان «مسيئا».


يأتى هذا بينما عكست وثيقة أخرى مخاوف سعد الحريرى زعيم تيار المستقبل اللبنانى من أن حربا أخرى ضد لبنان لن يقتصر تأثيرها على حزب الله فحسب، بل ستقضى على فريقه السياسى بالكامل تقريبا، مضيفا «الحرب لن تجهز على حزب الله لأن إيران وسوريا ستعيدان بناءه، ولكنها ستجهز على معسكر 14 آذار بالكامل».