ياأيها الزعيم الخالد عبدالناصر.. لقد أخطأت يوم فجرت ثورة أطاحت بالملكية، أطاحت بأسرة حاكمة مالكة متملكة، ظلمتها وهى المصرية حتى النخاع، بدليل أنها من مواليد محافظة ألبانيا شمال البحر المتوسط!!.. أخطأت يوم عملت من أجل القومية العربية فتصورت أن حدود مصر والدفاع عنها يبدأ من شمال سوريا وجنوب السودان والصومال.. أخطأت يوم اتخذت من أفريقيا دائرة تفاعلت معها إلى جانب الدائرتين العربية والإسلامية، أفريقيا ودول حوض النيل خاصة التى أحبتك وهامت بك، والأفارقة الذين عشت حياً فى عروقهم وميتاً فى منشية البكرى.. أخطأت أيها الزعيم يوم سمحت لأبناء العمال والفلاحين بأن يتقلدوا وظائف سيادية لم تكن لهم فإذا بهم ينسون أصولهم فيورثون هذه الوظائف لأبنائهم وأحفادهم، وصنعت السيادة منهم سادة وبقينا نحن أبناء الزبالين، جميعنا يرسب اجتماعياً على طريقة عبدالحميد شتا!!.. أخطأت يوم بنيت السد العالى لتنير مصر.. أخطأت يوم قلت «إذا مات ناصر فكلكم ناصر» إذ اكتشفنا أننا نسير على خطاك ولكن بالأستيكة!..أخطأت يوم صنعت من القطاع العام عموداً فقرياً لجسد الدولة فإذا بها سياسة فاشلة لأن الدولة وأى دولة أضعف بكثير من رجال الأعمال بدليل فشل مصر فيما نجح فيه أحمد عز أو حسين سالم، وها هى مصر المريضة يجمعون لها التبرعات ليتم علاجها على نفقة المواطن بدلاً من علاج المواطن على نفقة الدولة!! ربما يأتى مواطن ثرى فيعالج مصر وشعبها على حسابه شريطة تغيير اسم الدولة ليحمل اسمه فبدلاً من جمهورية مصر العربية نجدها «جمهورية عز العربية» مثلاً.. أيها الزعيم.. لولا الخوف من أن تصدر ضدى قرارات بالتكفير، والتكفير والهجرة، لولا كل هذا لقلت إنك أخطأت يوم رحلت ونحن لم نبلغ سن الرشد بعد، وأخطأت أن بالغت فى حسن الظن بنا فإذا بنا جماعة «عايزة الحرق»!!.
فتحى الصومعى. سوهاج
مدير عام سابق بالتربية والتعليم