طالبت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة، الدول المتقدمة بضرورة تقديم الدعم المالى للدول النامية للتأقلم مع الظاهرة، وتمويل مشروعات من شأنها الحد من الآثار السلبية لهذه التغيرات، فى الوقت الذى أكد فيه عدد من الخبراء أن مصر تستطيع أن تلعب دورًا محوريا فى إقامة مشروعات الطاقة البديلة أو النظيفة للحصول على تمويل كبير لهذه المشروعات، ومنها مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح فى منطقة خليج السويس. وأشار الخبراء إلى أن مصر تستطيع أن تكون نواة لإقامة أضخم مشروعات لتوليد الطاقة الكهربائية فى منطقة الشرق الأوسط اعتمادا على الطاقة الشمسية، موضحين أن الدراسات الدولية تؤكد إمكانية مثل تلك المشروعات فى منطقة الصحراء الغربية فى واحات سيوة والخارجة والداخلة والواحات البحرية.
ولفت الخبراء إلى أنه فى حالة تفعيل التعاون بين مصر وجهات التمويل الدولية لمشروعات الطاقة النظيفة، فإنه يمكن لمصر أن تزيد إنتاجها من الكهرباء باستغلال الطاقة الشمسية، وذلك بنسبة 50%، تساهم فى القضاء على مشكلات الانقطاع المتكرر للكهرباء خلال فصل الصيف، بسبب زيادة الأحمال، موضحين أن أنسب المناطق لإنشاء هذه المحطات فى المناطق التى تقل فيها نسبة الرطوبة فى واحات الصحراء الغربية والتى تعد أنسبها لإقامة محطات توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية. وفى سياق متصل، أكد بيان صحفى أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، مساء الأحد، أنه يجرى حاليا إعداد مسودة مشروعات للقرارات المتفق عليها حتى الآن فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، والتى وصفها بأنها تبشر بنتائج قوية للاجتماعات التى بدأت 29 نوفمبر الماضى وتستمر حتى نهاية الأسبوع الحالى بمدينة كانكون المكسيكية. مشيرًا إلى أنه سيتم عرضها على الاجتماعات الوزارية لوزراء البيئة والكهرباء والطاقة والتى بدأت الاثنين لإقرارها أو إبداء ملاحظات عليها.
وأوضح البيان أن مشروعات القرارات - التى أعدتها الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية والهيئة الفرعية للتنفيذ التابعة للجنة التغيرات المناخية بالأمم المتحدة - تضمنت استمرار وتعزيز الدعم لجهود البلدان النامية فى التكيف والتقليل من حدة الانبعاثات الحرارية، بما فى ذلك إقامة مشروعات ملموسة لنقل التكنولوجيا وتعزيز العمل العالمى لتغير المناخ. وقالت باتريشيا اسبينوزا، رئيس المؤتمر، وزيرة خارجية المكسيك: «ينبغى أن ينظر إلى التقدم باعتباره علامة إيجابية للمؤتمر». وطالبت جميع الأطراف بالحفاظ على هذه الروح والوصول بجميع القضايا المعلقة إلى خاتمة ناجحة بحلول نهاية مؤتمر كانكون، من خلال التوصل إلى اتفاق متوازن من شأنه أن يأخذ العالم إلى حقبة جديدة من العمل التعاونى. واكدت اسبينوسا أن مشاركة نحو 60 وزير بيئة من جميع أنحاء العالم فى الاجتماعات لابد أن ينعكس إيجابا على المفاوضات.