تصدق بالله يا حمادة، لقد كنت متأكدة من أن تبرعك لحفر قناة السويس وكشفك عن الـ62 مليارا التى كنت تخبئها تحت البلاطة هيلم عليك الناموس والذباب!..
لم يجلب هذا عليك فقط مؤسسات الشحاتة التى كثفت إعلاناتها فى رمضان، لكنه أيضا طمّع الحكومة فيك!..
لقد باتت الحكومة تتعامل معك وكأنها كشفت سرك بذكائها المتفجر!.. لم تتأمل فى تشكيلة الـ62 مليارا.. لم يلفت نظرها أنهم تجميعة خمسينات على إربع على قروش على جنيهات فضة.. لم تعتبر من أن هناك من باع عفش بيته ليشترى أسهما فى القناة.. تتعمد نسيان أنك تقتحم الحياة اليوم بيومه وتعيش على إنك «بتدبق» القرش من هنا ومن هنا.. لم تلتفت الحكومة لكل هذا وما إن رأتك صُمت رمضان مما يعنى إنك اشتريت ياميش، وفسحت أولادك فى العيد مما يعنى إنك لسه معاك فلوس، فهذا بالنسبة لها كان الإشارة لتعطيك حقنة ضرائب فى العضل!..
إنت يعنى عايز تعيش حياتك وتنبسط وكمان تصوم وتعيد عادى كده؟.. لقد ظلت تعايرك بأنها رحمتك من طابور العيش لكنها استعبطت وهى تراك تقف فى طوابير الأرز والزيت.. واستعبطت أكثر فى شهر رمضان عندما رأت تجار الجملة يقتحمون المعارض الحكومية للسلع فيأخذون السلع المدعمة ليبيعوها لك بالغالى.. وأمام صراخك لأن معارض أهلا رمضان تغلق أبوابها بعد أن يفتتحها رئيس الوزراء فكل ما فعلته هو أنها طلبت منك إنك توطى صوتك شوية لأننا فى الشهر الفضيل ولأن أنكر الأصوات صوت المواطنين!..
واستعبطت أكثر وأكثر وهى تراك كشفت مهزلة هدر القمح والمليارات التى ضاعت بدون أى حساب أو حتى عزل لوزير التموين المتآمر عليك.. تتعمد الحكومة أن تستعبط وتتجاهل كل هذا ولا تجد سوى جيبك المخروم وتعتبره هو الحل لجميع أزماتها الاقتصادية!.. الدولة التى تعتمد على فرض الضرائب هى دولة كسولة غير منتجة.. للأسف، إن كل مشاكلنا تنبع من هذا الكسل والإصرار على عدم الإنتاج.. الدولة التى تعتمد على تحويلات المغتربين والسياحة كمصدرين وحيدين للدولار هى أيضا دولة كسولة وغير منتجة!..
لهذا فأنت تجد عمك طارق عامر كل شوية يلبس طاقية ده لده!.. إذن وبحسبة بسيطة نستطيع القول بأن كل تحركات الحكومة الاقتصادية تدل على إصرار عجيب، على أن نظل دولة كسولة غير منتجة!.. قالولك هنشغلكم بقانون جديد للخدمة المدنية حتى تصبحوا منتجين، فإذا بالقانون يبحث أيضا عن التوفير من وراك، إما بإحالتك للمعاش أو بخفض مرتبك.. وها هو اختراع جديد اسمه ضريبة القيمة المضافة.. ولم يفت الحكومة شغل الثلاث ورقات فتلغى ضريبة المبيعات أولاً متصورة أنك ستقبل ضريبة القيمة المضافة بدلا منها وإنت بقى تقول فين السنيورة!..
والنبى يا حمادة تروح تقولها ما أسخم من ستى إلا عيلة ستى كلها!.. هل لابد من هذه الضريبة أصلا؟!.. ألا يكفى الناس معاناتهم من الزيادات التى تم تطبيقها مؤخرا على فواتير الكهرباء والغاز والمياه؟.. إلى الآن لم تحل الكثير من مشاكل أخطاء قراءات عدادات الكهرباء التى كانت بها المبالغات المجحفة.. إلى الآن هناك الكثير ممن يدفعون فواتير مياه رغم انقطاع المياه عنهم بالساعات وبالأسابيع.. لذلك أتساءل: لماذا تصر الحكومة على إرهاق المواطن ماليا؟.. هى الحكومة يا حمادة ما تعرفش الست التى ترهق زوجها ماليا بيعمل فيها إيه؟..
روح قولها يا حمادة إنه بيقطعها حتت مثل قطع التونة!.. ثم هل التوقيت الذى اختارته الحكومة للإعلان عن هذه الضريبة توقيت مناسب؟.. الناس لسه خارجة من معركة رمضان للحصول على السلع الغذائية، وبعد أسبوعين سيدخلون فى معركة مصاريف المدارس وشراء مستلزمات الدراسة، وما أدراك ما يدفعونه الأهالى للمدارس، بل ما أدراك كيف يدبر الأهالى أصلا مصاريف المدارس، فهل الآن هو الوقت المناسب لزيادة الأعباء عليهم بتلك الضريبة؟..
تتعامل الحكومة مثل سناء جميل فى إصرارها على أن يبيت العمدة معها ليلة زفافه فقالت جملتها الشهيرة «الليلة يا عمدة» وهو يسألها «حبكت الليلة يا ولية؟»!..
ولا تنسى يا حمادة أنه ليس لدينا أى رقابة على الأسعار، لذلك فالمتوقع أن حتى السلع التى لن تطالها الضريبة الجديدة سيتم رفع سعرها، وعلى المتضرر اللجوء لدعاء الوالدين!.. أقول قولى هذا وأنا باضرب كف بكف وأسأل الحكومة: هى حبكت يا ولية؟!
www.facebook.com/ghada sherif