جمال الشوبكي: فلسطين مازالت تعاني من استمرار آلة التهويد العنصري

كتب: سوزان عاطف الخميس 21-07-2016 16:18

قال سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، خلال كلمته أمام مجلس الجامعة، إنه لا تخفى على أحد النوايا الإسرائيلية بقلب مبادرات السلام الحقيقية وتفريغها من مضمونها، وخاصة سعي الحكومة الإسرائيلية وحلفائها إلى قلب مبادرة السلام العربية رأساً على عقب، والقول زوراً إن تحقيق السلام يحتاج أولاً إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، ثم بعد ذلك تنفيذ استحقاقات السلام، وهذا ما يستمر نتنياهو بالترويجله، داخلياً وخارجياً، حيث يدعي في كل مناسبة بأن العلاقات العربية الإسرائيلية في تطور مستمر، حتى أنه تحدث مؤخراً عمّا أسماه «ثورة في علاقات إسرائيل مع بعض الدولالعربية»، وقد قال نتنياهو في كلمة له قبل أيام في حفل تخريج طلاب في كلية الأمن القومي الإسرائيلية، وأقتبس من كلمته: «كنا ندعي بأن حل الصراع مع الفلسطينيين يمكننا منالوصول إلى سلام مع العالم العربي، لكن أعتقد أن هناك فرصة للعمل بشكل عكسي، وأن التطبيع وتطوير العلاقات مع العالم العربي، يمكن أن يساعدنا في التقدم نحو سلام مستقرأكثر مع الفلسطينيين» (انتهى الاقتباس).

وقال إننا هنا ومن على منبر الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، نؤكد بأن مبادرة السلام العربية التي أصبحت إحدى مرجعيات عملية السلام، ليست قابلة للقلب رأساً على عقب،والذي يريد أن يشتري سلاماً وشرعية عليه أن يدفع الاستحقاقات أولاً وليس العكس.

واكد الشوبكي، ان مدينة القدس العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية مازالت تعاني من استمرار آلة التهويد العنصري التي لم تتوقف منذ احتلالها عام 1967، وما تزال مأساةاللاجئين الفلسطينيين متفاقمة منذ ٦٨ عاماً بانتظار حق العودة وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194، وما يزال آلاف الأسرى الفلسطينيين قابعين في سجون الاحتلال بانتظار الحرية بلتستمر الممارسات الإسرائيلية في إيذاء المقدسيين والتضييق عليهم وهدم منازلهم وسحب هوياتهم وإحاطتهم بحزام استيطاني وجدار عنصري عازل. وإن من واجبنا القومي العربيأن ندافع عن هذه المدينة ونحمي مقدساتها وأهلها الصامدين الصابرين، بالاضافة إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتي يجب أن يتم حلها وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام1948، ويتوجب على العالم بما فيه دولنا العربية أن يدعم وكالة الأونروا للاستمرار بالقيام بواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينيين دون تقليص لأي من خدماتها، وكذلك لا ننسى قضيةالأسرى الذين تنتهك حقوقهم قوات الاحتلال يومياً وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب المادي والمعنوي، بما في ذلك الاعتقال لفترات طويلة دون محاكمة، فيما يُسمى الاعتقالالإداري.

واشاد، بجهود جمهورية مصر العربية الشقيقة، العضو العربي في مجلس الأمن، وبقية أعضاء المجموعة العربية في الأمم المتحدة، والتي تمكنت حتى الآن من إيقاف إصدار بيانمن مجلس الأمن يؤيد تقرير اللجنة الرباعية، داعيا المجموعة العربية في نيويورك إلى مواصلة التحرك والعمل مع المجموعات الدولية والإقليمية والدول الأعضاء في مجلسالأمن، من أجل عدم تأييد مجلس الأمن لتقرير اللجنة الرباعية الأخير.

واكد الشوبكي، تضامن دولة فلسطين، قيادة وشعباً، مع شعوبنا العربية التي تواجه الإرهاب وتتصدى له بعزيمة وإصرار، كما نعبر أيضاً عن إدانتنا للهجوم الإرهابي الذي تعرضله المدنيون في مدينة نيس جنوبي فرنسا، ونعتبر أن مثل هذه الجرائم البشعة التي تطال الشرق والغرب بغض النظر عن الدين والعرق، تؤكد بالدليل القاطع أن هذا الإرهاب أعمىولا دين له، ويخالف كافة الشرائع السماوية، والفطرة الإنسانية.

وقال، انه في ظل إفشال دولة الاحتلال للمفاوضات الثنائية التي استمرت قرابة ربع قرن من الزمن دون تحقيق نتائج، وتعطيل إسرائيل لكل المراكب السائرة في ركب السلام وسدالطرق أمامها، رحبنا بالجهود الدولية والعربية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة المبادرة الفرنسية، وما تلاها من جهود ودعم مصري وأوروبي ودولي. هذه المبادرةالتي تم في إطارها عقد اجتماع وزاري دولي في باريس، يوم 3 يونيو 2016، صدر عنه بيان مشترك أكد على إنهاء كامل الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وحل جميعقضايا الوضع الدائم على أساس قرارات مجلس الأمن، وخاصة قراري 242 (1967) و338 (1973)، وأهمية تنفيذ مبادرة السلام العربية.

وفي الختام عبر الشوبكي، عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها القيادة الموريتانية لانجاح «قمة الأمل»، قمة نواكشوط، في معالجة قضايا الأمة العربية وأزماتها، وأن نخرج منموريتانيا الشقيقة برؤية وآليات تمكن منظومتنا العربية من التأسيس لمستقبل أفضل لأجيالنا العربية القادمة.