عزيزى نيوتن
أنا يا سيدى ممن ساقتهم الأقدار للاستثمار فى سيناء فى المجال الزراعى، وبفضل الله تم عمل مزرعة نموذجية، على مساحة 1000 فدان، وتم تسجيلها مزرعة عضوية بالاتحاد الأوروبى، وأكبر مؤسسة مشرفة على الزراعات العضوية فى العالم، وتم عمل محطة لتعبئة المحاصيل من الفاكهة والخضروات فى قلب المزرعة.
وصل عدد العاملين فى المزرعة منذ عام 98 حتى 2013 إلى 1500 عامل ما بين مهندس، ومحاسب، وفنى، وعاملات فرز وتعبئة بالمحطة، واكتسبت المزرعة بفضل الله، وجهد العاملين بها سمعة عالمية، وأصبحت المورد الرئيسى للسوبر ماركت فى إنجلترا «تسكو» و«سينزبرى وايت روس» «وماركسبنسر». وحصلت المزرعة على أعلى شهادات الجودة كاليوروجاب، وغيرها من الشهادات الخاصة بالمعاملات الزراعية العالية الجودة.
حدث يا سيدى ما لا يتوقعه أحد، تم قطع المياه دون سابق إنذار، حيث إننا نعتمد على الرى من مياه ترعة السويس الحلوة، وهذا هو اسمها، وتعبر إلى سيناء من أسفل قناة السويس عن طريق سيفونات منطقة سرابيوم.
ما حدث هو قطع الترعة حتى يتم حفر قناة السويس الجديدة، واحترقت الأرض، ويبس الزرع، وتم تسريح العاملين وسط حزن وبكاء، وتحملنا حتى يتم تشغيل المياه بالسحارات الجديدة.
وبعد مرور عام تم افتتاح سحارة من اثنتين بمعنى 50% من كمية المياه، وتحملنا من أجل المصلحة العليا للوطن.
ولكن، وهذا هو سبب كتابتى إليك، أن يتم سوء إدارة كامل لكمية المياه القليلة فهذه هى الكارثة، حيث يتم توجيه المياه إلى قرية الأمل التى لم تزرع لمجرد زيارة أى مسؤول للقرية، ويتم قطع المياه عن جميع الترع، وتوجيهها إلى قرية لم تسلم أراضيها بعد، ولم يزرع بها نبات واحد لمجرد أن توضع المياه فى خزانات كبيرة مكشوفة تتسرب إلى الأرض وتتبخر إلى السماء، ولا يستفيد منها أحد لمجرد زيارة مسؤول للموقع. نفس التفكير القديم العقيم المدمر المخرب.
ويعلم الله أننى لا أنتقد أحداً، ولا أشكو أحداً، أنا فقط مواطن يحب بلده، ويخاف عليه، وتحملت ملايين الجنيهات كخسارة من أجل هذا البلد. والله الموفق.
رسالة من/ جمال عباس