وست هام يونايتد وأزمة المهاجمين

كتب: أحمد شفيق الإثنين 18-07-2016 09:56

ما قدمه وست هام يونايتد بقيادة المدرب الكرواتي سلافين بيليتش خلال موسم 15/16 كان شيئًا مميزًا وغير متوقعًا بالمرة.

وست هام يونايتد قدم موسمًا تاريخيًا على مدار عهده بالبرميرليج من خلال الموسم الماضي، نجح فيه في الوصول لأعلى عدد ممكن من النقاط بالمقارنة بجميع مواسمه السابقة في البطولة التي بدأت من موسم 92/93، كذلك قدم الفريق مستويات ونتائج مميزة أمام كبار البطولة، جعلت فرق بحجم أرسنال، تشيلسي، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد وليفربول يعجزون تمامًا في تحقيق الفوز على فريق «المطارق»، سواء في مرحلة الذهاب أو الإياب من الدوري في الموسم الماضي.

واستغلالًا لانتقال النادي إلى الملعب الأوليمبي، والذي سيعطيه مساحة حضور للجماهير تصل إلى 60 ألف متفرج، قرر ملاك النادي دخول سوق الانتقالات بشكل كبير وقوي من أجل تدعيم صفوف الفريق الذي سيشارك في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، كذلك يطمح في تكرار ما قدمه الموسم الماضي «على الأقل»، وذلك على الرغم من صعوبة المنافسة في الموسم المقبل أمام انتدابات كبار الأندية، سواء على مستوى الإدارة الفنية أو اللاعبين.

ونجح النادي في انتداب بعض اللاعبين في صفقات انتقال حر، بعد انتهاء عقودهم مع أنديتهم السابقة، وكان أبرزهم الجزائري سفيان فيجولي، لاعب فالنسيا السابق، وهاوارد نوردفيت، لاعب وسط بروسيا مونشنجلادباخ السابق.

أبرز مشاكل وست هام في الموسم الماضي كانت في الخط الأمامي (الهجومي) للفريق، وبالتحديد مركز رأس الحربة، وقائمة الفريق الحالية تشهد وجود المهاجم العملاق أندي كارول بإصابته الكثيرة التي تحرمه من المشاركة لفترات طويلة، كذلك وجود المهاجم السنغالي ديافرا ساخو وبمشاكله العديدة مع النادي، والذي طلب الرحيل عن صفوف الفريق خلال موسم الانتقالات الحالي ورفض السفر معهم إلى النمسا من أجل المشاركة في معسكر تحضيرات الموسم المقبل، وأخيرًا الإكوادوري إينر فالنسيا الذي يبدو هو الآخر في طريقه للخروج من الفريق مع وصول بعض العروض له أبرزها من نادي لاتسيو الإيطالي.. كل ذلك يؤكد حتمية احتياج الفريق لمهاجم أساسي لقيادة هجوم الفريق في الموسم المقبل.

وست هام دخل موسم الانتقالات بقوة، وبحسب تأكيد المالك الشريك للنادي ديفيد سوليفان الذي وعد بإنفاق الأموال لشراء مهاجم من «الطراز العالمي»، وبالفعل حاول النادي جلب أسماء مميزة في عالم كرة القدم مثل ميتشي باتشواي، ألكسندر لاكازيتي، كريستيان بنتيكي، كارلوس تيفيز وكارلوس باكا، وجميعهم هدافين وأسماء مطروحة دائمًا لكبار الأندية في سوق الانتقالات.

وعلى الرغم من نوايا الفريق الكبيرة في موسم الانتقالات، إلا أنهم اصطدموا بواقعية تعامل اللاعبين المحترفين، فنادي ليون الفرنسي رفض عرضًا قياسيًا من وست هام وصل إلى قرابة 40 مليون يورو من أجل لاكازيتي، وباتشواي رفض العرض وفضل عرض تشيلسي، بينما طلب تيفيز راتبًا تعجيزيًا من أجل العودة للنادي مرة أخرى، أما كارلوس باكا فبعد الاتفاق المادي مع ناديه الإيطالي أي سي ميلان ومع اللاعب نفسه على الشروط الشخصية، عاد الكولومبي ورفض فكرة الانتقال لرغبته في اللعب بدوري الأبطال في الموسم المقبل.

4 أسابيع فقط هي ما تفصلنا عن انطلاقة الموسم المقبل من البريميرليج، وهو الموسم الأكثر ترقبًا والمتوقع له أن يكون أكثر المواسم إثارة في تاريخ البطولة مع الحضور الفني المميز للمدربين أو اللاعبين، وبكل تأكيد موقف سلافين بيليتش وفريقه أصبح غير جيد في ظل العجز الواضح في تدعيم الهجوم حتى اللحظة على الرغم من الارتباط بضم أسماء كبيرة ومميزة.

قد يبدو الأمر غريبًا بمناقشة تعثر فريق مثل وست هام يونايتد في سوق الانتقالات، فقدرات وإمكانيات وتاريخ الفريق السابق لا يعطون أي مؤشرات لكي يكون موسم انتقالات الفريق ناجحًا على مستوى انتدابات الأسماء الكبيرة والمهمة في عالم كرة القدم، لكن عشاق ومتابعي هذا الفريق حول العالم كانوا يأملون بسيناريو أفضل من ذلك بعد موسم متميز قدمه الفريق في 15/16 وأمام تحول اقتصادي كبير في تاريخ الفريق بالانتقال إلى ملعب جديد (الملعب الأوليمبي) سعته تقريبًا مضاعفة لما كان عليه سابقًا في بولين جراوند.