6 آلاف من الجيش والقضاء حصيلة اعتقالات تركيا

كتب: وكالات, محمد البحيري الأحد 17-07-2016 22:36

واصل الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، حملاته الانتقامية فى أنحاء تركيا، مستهدفاً كل خصومه تحت لافتة محاولة «الانقلاب الفاشل»، الذى شاهده العالم واستغرق 6 ساعات فقط.

وتعهد أردوغان، الأحد، بمواصلة القضاء على ما وصفه بـ«الفيروس» المسؤول عن محاولة الانقلاب الفاشلة، فى كل مؤسسات الدولة، فى إشارة إلى خصمه اللدود فتح الله جولن رجل الدين المقيم فى الولايات المتحدة.

وأضاف أردوغان، فى كلمة خلال تشييع جنازة أشخاص قتلوا يوم الجمعة، أنه يجرى اعتقال أعضاء فى مجموعة كولن التى «خربت» القوات المسلحة من كل الرتب داخل الجيش.

وأعلن وزير العدل التركى بكير بوزداغ عن اعتقال 6 آلاف شخص حتى صباح الأحد، بتهمة التورط فى محاولة الانقلاب الفاشل، مؤكدا أن العدد سيزيد حتما، فيما كان بلغ عدد المعتقلين 3 آلاف فقط السبت.

وكشفت وسائل الإعلام التركية عن اعتقال عشرات الجنرالات والقضاة ووكلاء النيابة فى حملة مداهمات فى مختلف أنحاء البلاد، من بينهم 136 قاضيا ووكيل نيابة، و52 عسكريا بقاعدة دنيزلى، بينهم جنرال، فى حين اعتقل بقاعدة إنجيرليك التابعة لحلف شمال الأطلسى (ناتو) 12 جنديا بينهم جنرال آخر.

كما اعتقل 8 من قيادات القوات الجوية بمطار صبيحة جوكتشن الدولى الواقع بالجزء الآسيوى من مدينة اسطنبول، وسط تقارير تقول إن من بين المعتقلين 34 قياديا بالجيش التركى، بينهم قائدا الجيش الثانى والثالث، أردال أوزتورك وآدم هودوتى.

كما اعتقل أيضا أكين أوزتورك، القائد السابق بالقوات الجوية الذى يشتبه فى أنه كان سيتولى منصب رئيس هيئة أركان الجيش حال نجح الانقلاب.

ووصل عدد العسكريين المعتقلين إلى نحو 3 آلاف حتى الآن، فيما أكد عدد من الجنود الذين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية الاجبارية وقت الانقلاب، أنهم لم يكونوا يعرفون أى شىء عن انقلاب عسكرى على نظام الدولة، واعتقدوا أنهم ينفذون تدريبا عسكريا.

وأعلنت السلطات التركية، السبت، عن إقالة واعتقال 2745 قاضيا فى تركيا من أصل 15 ألفا.

وتتهم نيابة أنقرة، التى تتولى التحقيقات، المعتقلين بصلتهم بجماعة رجل الدين فتح الله جولن المنفى بالولايات المتحدة الذى يتهمه أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب، وهو ما نفاه جولن بأشد العبارات، بل ولم يستبعد أن يكون أردوغان نفسه هو من دبر الانقلاب بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبرا هذا «أمرا ممكنا». وطلب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى من تركيا تقديم أدلة على تورط جولن قبل بحث تسليمه.

واتصل كيرى هاتفيا بنظيره التركى مولود جاوش أوغلو لإبلاغه برفض الإدارة الأمريكية للتصريحات والتلميحات التركية التى اتهمتها بالضلوع فى المحاولة الانقلابية.

وقال مسؤول تركى كبير إن الحكومة استعادت السيطرة على أنحاء البلاد، رغم أن مجموعات قليلة من مدبرى الانقلاب لا تزال صامدة فى اسطنبول، لكنها لم تعد تشكل خطرا.

وأضاف أنه لم يتم القبض بعد على بعض العسكريين المهمين، لكنه توقع اعتقالهم قريبا.

فى اليونان، مثل أمام النيابة الجنود الأتراك الثمانية الذين طلبوا حق اللجوء السياسى لليونان، حيث وصلوا، السبت، على متن مروحية بعد ساعات من فشل محاولة الانقلاب العسكرى فى بلادهم.

ووصل الجنود الثمانية مقر النيابة فى اليونان داخل شاحنة، وخرجوا منها وهم يغطون وجوههم. وقال محامى الجنود الأتراك إن موكليه ينفون أى ضلوع من جانبهم فى محاولة الانقلاب، لكنهم يخشون من عدم حصولهم على محاكمة عادلة فى تركيا حال تم ترحيلهم.

وتوقعت مصادر قضائية مثولهم، اليوم، أمام قاض بتهمة الدخول إلى اليونان بشكل غير قانونى، ومحاولة تكدير العلاقات الدولية للبلد الأوروبى.

وإذا قرر القاضى طرد الجنود الأتراك، لا يعتقد أن يجرى تسليمهم مباشرة، لأنهم طلبوا حق اللجوء السياسى.

وفى مؤشر على أن الوضع لم يعد إلى طبيعته بعد، نصحت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها بعدم زيارة تركيا، كما منعت جميع الطائرات الأمريكية التجارية والخاصة من الطيران إلى تركيا أو منها إلى الولايات المتحدة.