سينما 2016 فى مصر بين أسعد السنوات والقول بأنها تواجه كارثة!

سمير فريد الأحد 17-07-2016 22:15

قال لى مدير التصوير ومخرج الأفلام التسجيلية كمال عبدالعزيز، إنه شاهد على قناة نايل سينما برنامجاً يقول فيه المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، إن السينما المصرية عام 2016 فى أزمة بل كارثة، بل يقول بالنص «ما فيش سينما»، وبعد يومين قرأ فى مقال «صوت وصورة» عدد الأحد الماضى أن 2016 أسعد سنوات السينما المصرية، وسأل: هل نحن فى كارثة أم فى نهضة؟، وما سبب هذا التناقض الكامل بين رأى سينمائى يتولى ذلك المنصب الرفيع وبين رأيك؟.

قلت للفنان الصديق العزيز: ما رأيك أنت؟، فقال: بالنسبة للإنتاج والتوزيع فى مصر ليس هناك جديد، أفلام ناجحة تجارياً وأخرى فاشلة أو متوسطة، ولكن لا يوجد فن كبير، وعلى الصعيد الدولى الأفلام التى عرضت فى برلين وفى كان تمويل أجنبى، والممول الأجنبى يفرض وجهة نظره بالضرورة تطبيقاً للقول الشائع «من يدفع للزمار». وقال كمال عبدالعزيز: لا يوجد المنتج الذى يدفع من أمواله كما كان الأمر مع رمسيس نجيب فى الخمسينيات أو حسين القلا فى الثمانينيات، ودعم وزارة الثقافة غارق فى البيروقراطية التى تعطل كل مصر.

الجديد الذى رأيته هذا العام أن الإقبال الجماهيرى لم يعد مقصوراً على أفلام العنف أو الكوميديات الهزلية، مع ملاحظة أن الهزل وصف لنوع من الكوميديا وليس اتهاماً، وإنما امتد الإقبال ليشمل «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» إخراج هادى الباجورى الذى حقق أعلى الإيرادات فى النصف الأول من العام، والجديد الذى رأيته عرض فيلم مصرى فى مهرجان برلين وفى مهرجان كان، وهما مع فينسيا أهم مهرجانات السينما الدولية فى العالم.

لا أعتقد بعدم وجود المنتج الذى يدفع من أمواله، وربما الأصح القول بعدم وجود المنتج الذى يغامر بأمواله فى إنتاج أفلام غير استهلاكية، صحيح أن كل منتج يريد أن يسترد أمواله ويريد أن يربح، وهذا طبيعى ومنطقى، ولكن منتج الفن يختلف عن منتج المأكولات والمشروبات، ومن الطبيعى والمنطقى أيضاً أن يكون لديه الطموح لتحقيق المستوى الفنى الجيد، والتوزيع فى الخارج، وللمساهمة فى صنع تاريخ الفن الذى يصنعه.

أما عن «التمويل الأجنبى»، فإلى جانب أن العولمة غيرت مفاهيم المحلى والأجنبى، وأن أغلب التمويل المحلى لأفلام رديئة، لا يعد التمويل الأجنبى مشكلة إلا فى المجال السياسى فقط، أى أن يكون هناك حزب سياسى ممول من دولة أجنبية، أما فى الفنون فالأمر يتوقف على الفنان ذاته، أى أنه إذا خضع لوجهة نظر متعارضة مع وجهة نظره يضع نفسه فى مكانة متدنية، والإنسان حيث يضع نفسه، لا حيث يضعه الآخرون!.

samirmfarid@hotmail.com