هل يعد السبكى راقصة أخرى سوف يقدمها قريباً للحياة الفنية؟ وعلى طريقة (انسف حمامك القديم) قرر أن ينسف راقصته القديمة، نعم من الممكن فى سوق السينما أن يحدث ذلك وأكثر، يأخذ صوفينار لحما وبعد أن يستنفد أغراضه يلقيها فى عرض الطريق لباقى شركات الإنتاج مجرد بقايا عظم، حتى يتأكد أنه لا أحد سوف يستغلها بعده، فلقد تعامل معها مثل عود القصب عصرها حتى آخر رقصة ثم يتخلص منها بعد أن يستنفد الغرض منها، كل شىء جائز فى دنيا السينما وكواليسها وصراعاتها، حيث من الممكن أن تحرق شركة إنتاج نجما مقابل أن تنتقم من شركة أخرى.
هذا مجرد سيناريو لما حدث، ولكن هناك الثانى نفترض فيه أن أحمد السبكى حسن النية والطبخة أفلتت منه، أسرف فى وضع التوابل، وهذه المرة أسرف فى استخدام الراقصة صوفينار، وبدلا من أن يكتفى برش القليل منها فى الفيلم، رقصة أو رقصتين، هزة أو هزتين، بربشة أو اثنتين، صفعة أو اثنتين على وجه محمود الليثى الذى دخل الموسوعة باعتباره أكثر مطرب فى العالم نالته صفعات، كان الهدف أن نضحك على طريقة نطق صوفينار للغة العربية على طريقة (فرانكو آراب)، كل هذا وغيره ممكن ولكن إقحامها عنوة فى عالم التمثيل هو المستحيل، كانت صوفينار مثل الفرخة التى تبيض لصاحبها يوميا بيضة ذهب فاعتقد أنه لو ذبحها سيحصل على كل عنقود الذهب، فاكتشف أنه وطبقا للإيرادات فى أفلام العيد يُمسك الهواء بيديه.
بداية لست ضد الفيلم الذى لا يقول شيئا سوى أن يضحكنا على شرط، بالفعل أن يضحكنا، مع العلم أنه لا أحد يستطيع أن يضحك على الجمهور. ما الذى قدمه السبكى هذه المرة؟ حكاية بلا رأس ولا قدمين ولا منطق والبطلة هى صوفينار تميمة الحظ أو هكذا تصور المنتج، حيث صارت منذ ظهورها لمدة خمس دقائق قبل ثلاثة أعوام فى فيلم (القشاش) وهى الطريق المضمون لجذب الجمهور، ثم تعددت المحاولات (حياتى مبهدلة) و(عمر وسلوى) و(عيال حريفة) و(عنتر وبيسة) حتى وصلنا إلى (30 يوم فى العز) فى دور البطولة الراقصة (شفيقة). إنه فيلم سبكى المنشأ والجينات، فالكاتب من العائلة سيد سبكى يتناول ملهى ليلياً وصراعاً بين أرملة وابن زوجها على كباريه، والمخرج كالعادة فى تلك النوعيات من أفلام السبكى لا تشعر بوجوده، وهكذا يُنفذ هانى حمدى ما يريده صاحب (المحل) فهو يربط الحمار مطرح ما يقول صاحبه، فكل شىء خاضع للمنتج، لدينا المدبر للجريمة هشام إسماعيل، بينما مجموعة من المضحكاتية من نوعية سليمان عيد وطاهر أبوليلة وشيماء سيف، والمطربين محمود الليثى وسعد الصغير، ونيرمين ماهر، وبالمناسبة حاولت أن أتذكر بعد نهاية الفيلم ما الذى كانت تفعله نيرمين خانتنى الذاكرة، نفس هذا الأمر تكرر مع بطل الفيلم أحمد فلوكس، ربما بعض الخناقات شارك فيها ولكنك تكتشف أنه مر وكأن شيئا لم يكن، سوى أن اسمه تصدر أفيش الفيلم، لديكم مثلا محمود الليثى يدخل الفيلم مشهرا خده القادر على تلقى عشرات من الصفعات من كل المشاركين، وهو يسأل بعدها: هل من مزيد؟، لديك أيضا شيماء سيف التى قررت أن تتحول إلى مجرد فتاة سمينة تتقاذفها شركات الإنتاج من فيلم إلى آخر وسوف تصبح بعد قليل ورقة مستهلكة مثل من سبقنها، وأشهرهن مثلا أنجيل وبعدها مها أحمد، والأخيرة حتى بعد أن فقدت العديد من الكيلوجرامات لم تعد قادرة على فعل شىء له علاقة بالتمثيل، فلا تشارك حاليا سوى فى برامج المقالب، ولديك سليمان عيد الذى فقد طموحه، وفقد الكثير من خفة ظله وطاهر أبوليلة المتلعثم فى كل الأفلام، إنه كوميديان (اللزمة الواحدة) وهى سرعان ما تُصبح قديمة.
مثل هذه الأفلام القائمة على فكرة انتقال مجموعة من بيئة فقيرة إلى قصر كثيرا ما شاهدناها مثل فيلم (سبع أيام فى الجنة) أو (المليونير)، حيث يصبح الأمر هنا قائماً على التناقض بين عالمين وليس لدى بالطبع اعتراض على أن نُقدم الفكرة بتنويعة أخرى، لكن الغلظة والاستظراف كانا العنوان، السبكى شاطت منه الطبخة هذه المرة ولم يكتف بهذا القدر، بل ذبح معه صوفينار بسكين السخافة، كان الليثى يغنى وهى ترقص على أغنية (كده ماطمرش).. نعم يبدو أنه ماطمرش فى السبكى، أخذها (صوفينار) ورماها (صوفى) بعد أن أطفأ الـ(نار)!!