اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خصمه الداعية فتح الله كولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي فشلت في تركيا.
وقال أردوغان إن «البعض في الجيش تلقوا أوامر من بنسلفانيا»، مقر إقامة الرجل الذي كان حليفه في السابق.
وندد الرئيس التركي بمحاولة الانقلاب التي ينفذها منذ ساعات عسكريون وصفهم بـ«الخونة»، مؤكدا أن هؤلاء يرتبطون بحركة غريمه الداعية فتح الله كولن، المقيم في المنفى بالولايات المتحدة.
ونفت حركة «الخدمة» التابعة لـ«كولن» علاقته بالانقلاب، منددة بـ«أي تدخل مسلح» في تركيا.
وكتبت الحركة في بيان «نندد بأي تدخل عسكري في الشؤون الداخلية في تركيا».
وفتح الله كولن، الداعية الإسلامي الصوفي الذي تزعم حركة الخدمة في تركيا في مواجهة حزب العدالة والتنمية والذي لاقت حركته انتشارا واسعًا في تركيا، كونها فكرا صوفيا روحيا، وتنحاز إلى قومية الدولة التركية، في مواجهة فكرة استعادة أمجاد الدولة العثمانية، التي يتبناها حزب العدالة والتنمية.
وبدأ تحالف أردوغان وفتح الله كولن، منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001، إذا بارك كولن وأنصاره خطوة تأسيس الحزب، كما أعلن دعمه للحزب في أول انتخابات خاضها عام 2002.
واستمر التحالف بين الطرفين نحو 10 سنوات، مدعومة بعداوة الطرفين للقوى العلمانية المتشددة في البلاد ضد الإسلاميين، وإلا أن نقطة الشقاق بين الطرفين جاءت بعد سعي الحكومة التركية لإغلاق مراكز الدروس الخاصة التابعة لجماعة كولن والتي تعد أبرز أنشطة الجماعة.
واتهمت الجماعة حكومة أردوغان بالانحراف عن الديمقراطية والسعي نحو التسلط والديكتاتورية، إضافة إلى تباطؤه في مساعي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
واتهم أردوغان الحركة وزعيمها بمحاولة الانقلاب على السلطة ، ما رفع الصراع بين الطرفين.
واشتد الصراع بين حركة غولن، وحزب العدالة والتنمية منذ 2010، ليأخذ الصراع بعدا جديدا، بانقلاب الجيش التركي على الرئيس أردوغان.
ويعيش كولن في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1997، عندما اتهمته السلطات العلمانية آنذاك بممارسة أنشطة إسلامية، حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات.
وأنشأ أنصاره وأتباعه ما يقرب من 100 مدرسة مستقلة في الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت حركته زخما قويا في أوروبا منذ تأسست أولى مدارس كولن في شتوتجارت بألمانيا في عام 1995.
وكانت بداية تأسيس حركة كولن في العام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم خارجها، وقد وصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين البابا.
وحظيت حركة غولين بترحيب كبير من الغرب، إذ تعتبر هي «النموذج» الذي ينبغي أن يحتذي به بسبب «انفتاحها» على العالم، وخطابها الفكري.
وطالب أردوغان في عام 2014، الولايات المتحدة تسليم فتح الله كولن، لمحاكمته بتهمة بتدبير مؤامرة للإطاحة به وتقويض استقرار البلاد بتوجيه اتهامات بالكسب غير المشروع لبعض المسؤولين في الحكومة، والتنصت السري عليهم.
وفي أكتوبر 2015، تحفظت السلطات التركية على 22 شركة منها صحيفتان ومحطتا تليفزيونية مرتبطة برجل الدين التركي المعارض فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء ذلك في إطار إجراءات قضائية يصفها معارضون بأنها حملة تقودها الحكومة ضد خصومها قبل أيام من الانتخابات.
واعتبر رئيس الوزراء التركي علي بن يلدر، الدولة التي تؤي كولين الذي وصفه بـ«زعيم تنظيم إرهابي» بالدولة العدو.
وطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمه تمهيدًا لمحاكمته.