القتل بالدهس

نيوتن الجمعة 15-07-2016 21:15

فى نيس الأجواء احتفالية بمناسبة العيد الوطنى الفرنسى. سرعان ما تحولت إلى مشاهد جنائزية. تسبب فيها شخص من أصول تونسية. إرهابى يعتقد أنه يعتنق الإسلام. دهس بدم بارد وبسيارة نقل كان يستقلها، العشرات من البشر بينهم أطفال ونساء وعجائز. الخزى والعار يلاحقان كل مسلم على وجه الكرة الأرضية إن لم نتبرأ من هذه الجرائم تماماً. ونثبت للعالم قولاً وفعلاً أن هؤلاء ليسوا بمسلمين. بل مجرمون لا يجيدون غير القتل. ولا يستحقون سوى القتل. الجزاء من جنس العمل.

القتل بالدهس. أهم سابقة له كانت فى الصين عام 1989. قاموا بدهس الطلاب والعمال الذين اعتصموا فى الميدان السماوى فى بكين. كان ذلك فى زمن الإصلاحى الأكبر دينج شاو بينج. جعل من الصين ما هى عليه الآن.

الآن يتولى التحقيقات ضباط متخصصون فى الإرهاب. يبحثون علاقات الإرهابى ذى الأصول التونسية داخل وخارج فرنسا. يبحثون عن مالك السيارة الأصلى. يبحثون عن تحركاته. كما يبحثون فى نوعية المتفجرات التى كانت مُحمّلة فى السيارة. عن مصدرها. مصدر تمويل كل ذلك. هنا مربط الفرس. كل العمليات الإرهابية لها ممول. كل العمليات الإرهابية مكلفة. تحتاج لسلاح وتدريب ورواتب لعاطلين. تفرّغوا لشحن عقولهم بالعنف وأفكار التطرف. تتبع مصادر تمويل الإرهاب من شأنه حل الكثير من الألغاز. فكل عملية إرهابية تحتاج لأربعة عناصر. عنصر بشرى. فكرة متطرفة. سلاح. مال.

أهم شىء فى التحقيقات الجارية فى فرنسا منذ اللحظة الأولى هو درجة الشفافية. جعلوا الأحداث ملكاً للجميع.

العالم كله يتابعها لحظة بلحظة. مد العمل بحالة الطوارئ فى فرنسا أصبح مبرراً. ربما كنا فى حاجة إلى هذه الشفافية فى التعامل مع قضية ريجينى. فى حادث الطائرة الروسية التى وقعت فوق شرم الشيخ. طريقتنا فى التعامل هى التى حولتنا من ضحايا للإرهاب إلى متهمين. جعلت 95 مليون مصرى. بلداً بأكمله فى وضع اتهام. ربما كان المخطئ شخصاً واحداً فى جهاز الأمن. مواطناً عادياً. إرهابياً خطط للعملية. فلماذا يتحمل بلد بأكمله هذا الذنب؟.