حسام حسن وجيش المتطرفين

ياسر أيوب الخميس 14-07-2016 21:11

لا أراه أمراً شائكاً وقاسياً يفوق احتمال أى أحد إن طلبت من الجميع أن يضعوا جانباً عواطفهم وتصوراتهم المسبقة وأحكامهم الشخصية وأهواءهم وهم يتعاملون مع قضية حسام حسن.. وأرجوك يا سيدى القارئ، أيا كان موقفك وتجربتك ومكانك وعمرك وأفكارك، أن تقتنع بحماقة وسذاجة أن الإنسان القوى والشجاع والحكيم هو فقط الذى يختار إما الأبيض أو الأسود.. أو هو الذى لا يحاول أبدا مسك العصا من منتصفها وإلا أصبح فى رأى الآخرين جبانا وضعيفا وخائفا.. فالعكس غالبا هو الصحيح.. ولذلك يخطئ كثيرون جدا فى التعامل مع قضية حسام.. فهم مجبرون على الاختيار الغريب بين الأبيض والأسود.. حسام حسن مخطئ ومجرم ويستحق أقسى العقاب، أو حسام حسن نجم كبير وشهير وبطل أعطى الكثير لمصر فى الماضى ولا يليق بنا أن نعامله كمجرم.. وهذا هو التطرف المصرى الذى أقصده وأخاف منه أيضا، والذى أصبح يسكن داخلنا بعد أن ظللنا سنوات طويلة نردد عبارات جوفاء خيالية نظنها منتهى الحكمة والقوة.. وكان من نتيجة هذا التطرف أنه لم يعد إلا قليلون جدا الذين يرون حسام نجما كبيرا وحقيقيا بالفعل لكنه أخطأ، ومن العبث التغاضى عن خطأ شاهده الملايين على الهواء مباشرة.. وهو بالتأكيد خطأ يستحق العقاب، لكنه لا يستحق مثل هذه المعاملة القاسية غير المفهومة من الداخلية والنيابة العامة أيضا.. فحسام ليس قاتلا أو مرتشيا أو سارق أراض أو لص بنوك ودولار أو إرهابى ينثر القنابل فى كل مكان حتى تتم جرجرته تحت الحراسة المشددة إلى ليمان طرة فى قضية مشاجرة بالأيدى واللسان، لكن دون سلاح وإصابات.. وكان من الممكن إحالة الأمر للقضاء، وكان حسام سيحضر المحاكمة مثل أى مواطن آخر يمر بنفس الظروف.. وميسى أصدر القضاء الإسبانى أحكاما أولية ضده بالسجن نتيجة التهرب الضريبى والغش والخداع، لكن لاتزال القضايا دائرة دون القبض على ميسى، الذى لايزال طليقا يعيش ويلعب وينتظر حكم القضاء النهائى.. أما الذى جرى مع حسام فهو خطأ، والذى قام به حسام أصلا خطأ.. ولا يمكن التغاضى عن خطأ هنا والصراخ بسبب خطأ هناك.. تماما مثلما هم مخطئون جدا كل الذين قاموا بتحريض الشباب فى بورسعيد وإقناعهم بالثورة والغضب والاحتجاج تضامنا مع حسام.. لكن فى نفس الوقت يمكن إدراك أنه لو كان حسام مدربا للأهلى أو الزمالك ما كانوا سيقتادونه هكذا إلى ليمان طرة.. وهناك أمثلة كثيرة لنجوم بالأحمر والأبيض خرجوا على النظام وخالفوا القانون دون أن ينالهم أى عقاب.. وسأقبل بأى عقاب قضائى لحسام بشرط ألا يفلت أى نجم كروى بعد ذلك من المساءلة والحساب، لأننى أريد عدالة عمياء لا ترى ولا تحاكم أحدا حسب شخصه وتاريخه ومكانه ومكانته.. وقد تغضب منى أو تسخر وتشتم وتتهمنى بالجبن وأننى خائف أن أقول رأيا محددا، لكنك إذا قرأت كلامى مرة أخرى فستجد أنه الرأى المحدد والواضح الذى لا يريد أن يراه ويعترف به الكثيرون جدا من المتطرفين فى بلادنا.