«المصري اليوم» تنشر كواليس لقاء السيسي بشباب البرنامج الرئاسي للقيادة

الزيارة استمرت 3 ساعات.. والرئيس أجاب على 18 سؤالاً
كتب: محسن سميكة الخميس 14-07-2016 14:05

فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، طلاب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، بزيارة استمرت 3 ساعات، أمس الأربعاء.

وقالت مصادر رئاسية، إن السيسي وصل إلى إحدى قاعات المحاضرات التي تضم 100 دارس، في الثامنة مساء، دون إجراءات رسمية أو بروتوكولية، لكن مجموعة محدودة من مكتب الرئيس كانت قد وصلت مبكراً للإعداد للزيارة.

ووفقا للمصادر الرئاسية، ضجت قاعة المحاضرات بالتصفيق مع دخول السيسي، ووقف الدارسون لتحية الرئيس. وبدأ السيسي حديثه، مؤكداً على أن الغرض من اللقاء الاستماع إلى صوت الشباب والرد على استفساراتهم.

ويبلغ عدد الدارسين في الدورة الأولى من البرنامج ٥٠٠ دارس يمثلون كافة محافظات الجمهورية، وتتراوح أعمارهم من 20 إلى 30 سنة. ويتحمل البرنامج تكاليف الدراسة لجميع الطلاب، كم يوفر إقامة للطلاب الوافدين.

وتحدث السيسي مع الشباب حول أهم القضايا التي تشغل الرأي العام، وتلاقي خلال 3 ساعات ١٨ سؤالاً من الدارسين، دارت حول قضايا التعليم، وارتفاع الأسعار، وأزمة الدولار، وتجديد الخطاب الديني، والعلاقات السياسية الخارجية لمصر خاصة في أفريقيا، ومواجهة الفساد الإداري، ونقص الخدمات في الصعيد، والعدالة الاجتماعية.

وناقش السيسى خلال الإجابة على تساؤلات الدارسين، جهود الدولة لتحسين وتطوير منظومة التعليم، وقال إنه سيتم مناقشة وتقييم خطة تطوير التعليم التي سيقدمها المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي في سبتمبر المقبل. وأضاف: «من الضروري أن يكون هناك إدراك أن إصلاح منظومة التعليم يتطلب فترة زمنية لاستشعار نتائجه».

وفيما يتعلق بأزمة الدولار، قال السيسي: «هناك إرادة للتغلب على أزمة الدولار كونها جزء من التحدي الاقتصادي، وقبل نهاية العام الجاري سيكون هناك انفراجة في هذه الأزمة». وأضاف الرئيس أن هناك رؤية شاملة لتحسين مؤشرات الاقتصاد وزيادة معدلات النمو.

وحول تجديد الخطاب الديني، قال السيسي «إنها مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع»، وأضاف أنه خاطب المؤسسات الدينية للتصدي لهذا الملف وتحمل مسئوليتها.

وأكد الرئيس أن مصر دولة مؤسسات، ونحرص على إعلاء مبادئ الدستور والفصل بين السلطات مشيراً إلى أن حجم جهود الدولة في ملف السياسة الخارجية لاستعادة دورها الدولي والإقليمي البارز. وقال السيسي إن «مصر حققت بالفعل نتائج عظيمة في استعادة دورها الإقليمي، ولاسيما على المستوى الأفريقي».

واستكمل السيسي حديثه للدارسين، وقال إن الدولة تنفذ خطة متكاملة للقضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة من خلال مشروع قومي ضخم كانت باكورته مدينة «الأسمرات» لافتا إلى أنه سيتم الإعلان خلال فترة وجيزة عن عدد من مشروعات الامتداد العمراني بالصعيد، ومطروح، ومدن القناة.

وقال السيسي إن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بالصعيد، وخلال عامين سيكون هناك تحسن كبير في البنية الأساسية بمحافظات الصعيد. وشدد الرئيس أيضا على جهود الدولة في مجال العدالة الاجتماعية، وقال: «جهود الدولة في هذا الملف كبيرة، ومشروعات الإسكان الاجتماعي وتطوير المناطق الخطرة، ومظلة الحماية الاجتماعية (تكافل وكرامة) خير دليل على صدق إرادتنا في تحقيق العدالة الاجتماعية».

وفيما يتعلق بالسياحة، أشار السيسي إلى جهود الدولة في توفير كافة عوامل الراحة والأمان للسائحين بما يضمن عودة التدفقات السياحية إلى معدلاتها الطبيعية لافتا إلى تخصيص 100 مليون جنيه من صندوق «تحيا مصر» لدعم صندوق الطوارئ الخاص بوزارة القوى العاملة لمساعدة العاملين المتضررين في قطاع السياحة.

ونوه الرئيس إلى أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف تقتضي تصويب الخطاب الديني، موضحا أن هذا الأمر سيستغرق وقتا حتى يؤتي ثماره المرجوة، ومشيرا إلى أن مصر ستقود جهود تطوير وتصويب الخطاب الديني في العالم بأسره.

وفي ختام حديثه، أكد الرئيس على أن مصر تسير على الطريق الصحيح، مشددا على رفض أي دعاوى للإحباط والتشكيك في قدرة الدولة المصرية وشعبها. ونوه السيسي إلى مساعي الدولة المصرية لتحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ مفهوم دولة المؤسسات، التي تحترم القضاء ولا تتدخل في شئونه.

من جانبه، قال أحد الدراسين للسيسي، إنه لم ينتخبه وكان من المعارضين له، وعندما قدم في البرنامج كان متشككاً في إمكانية قبوله، لكنه فوجئ بقبوله ضمن الدفعة الأولى، وهو الآن يتحدث إلى الرئيس.