«تايم»: اتهام «أسانج» بارتكاب تجاوزات جنسية قد يحمل أبعادا سياسية

كتب: خالد عمر عبد الحليم السبت 04-12-2010 18:31


تساءلت مجلة «تايم» الأمريكية عن الأسباب الحقيقية، التى دعت السلطات السويدية إلى طلب التحقيق مع «جوليان أسانج»، مؤسس موقع «ويكيليكس»، بتهمة التحرش بامرأتين، مشيرة إلى أن الأمر يحمل أبعادا سياسية، وهو ما أكده محامو أسانج، فى ظل تأكيدهم على أن الإجراء، الذى اتخذته المحكمة السويسرية بالأمر بإلقاء القبض على أسانج لاستجوابه «مبالغ فيه».


وتم استجواب «أسانج» فى سبتمبر الماضى فى اتهام امرأتين له بممارسة الجنس معهما دون رضائهما الكامل، وقام المحقق وقتها بإسقاط الاتهامات الموجهة لأسانج، غير أن محققاً أعلى فى الدرجة قام بإعادة فتح التحقيق بعد «ظهور أدلة جديدة»، ولكن «أسانج» لم يدن بارتكاب أى جريمة، كما أنكر ارتكابه أياً من الأفعال المنسوبة إليه. وأعرب «أسانج» عن اعتقاده أن الاتهامات الموجهة إليه فى السويد «ذات دوافع سياسية»، مشيرا فى حوار لصحيفة «جارديان» البريطانية، حيث يعتقد أنه يختبئ فى بريطانيا، إلى أنه لم يقترف أيا من التهم المنسوبة إليه، معبرا عن خشيته من تعرضه للاغتيال بسبب ما أثارته الوثائق، التى نشرها من ضجة.


وقال محامو «أسانج» إنه من غير الضرورى أن يتم إصدار مذكرة لتوقيف «أسانج» لمواجهة الشرطة السويدية بسبب الاتهامات المنسوبة إليه، مشيرين إلى أنه يمكن الاكتفاء بزيارته إحدى سفارات السويد فى الخارج أو الإدلاء بأقواله عبر الهاتف أو الفيديو، مضيفين أن السلطات السويدية لم تلتزم بقواعد التعامل مع المتهمين من جنسيات أخرى ومن بينها منح المتهم أو الشاهد أقوال جهة الاتهام، مكتوبة بلغة المتهم (الإنجليزية فى حالة «أسانج»).


ولاشك أن مدى ضعف موقف مطاردى أسانج يتضح من رفض شرطة «سكوتلاند يارد» قبول مذكرة - أصدرتها السلطات السويدية - بإلقاء القبض على «أسانج»، نظرا لأنها أقرت باحتمال الحكم بعقوبات قاسية للغاية على «أسانج» فى الجرائم المنسوبة إليه. ويقول بزونج هارتينج، محامى «أسانج»، إن المذكرة الصادرة فى حق موكله تختلف كثيرا عن المذكرات، التى يتم إصدارها فيما يختص بتلك الجرائم، مضيفا أن السياسة تلعب دورا فى الاتهامات الموجهة لأسانج، موضحاً: «لا أعلم لماذا هذه العجلة؟! فالاتهامات الموجهة إليه تجعل إصدار مذكرة اعتقال دولية إجراء قاسيا».


وتضيف كبيرة المدعين السويديين أن القانون السويدى يمنع استخدام التليفون أو الفيديو فى استجواب المتهمين، مشيرة إلى أن ستوكهولم اضطرت لاتخاذ هذا الإجراء (إصدار مذكرة الاعتقال) لأنه لا توجد وسيلة أخرى للاستماع إلى أقوال «أسانج» بما أن محل إقامته غير معلوم.


وتأتى مطاردة «أسانج» فى الوقت الذى تضيق فيه قوى دولية عديدة الخناق على موقع «ويكيليكس» من خلال تضييق الخناق على الـ«سيرفرات» (مقدمى خدمت الإنترنت)، ليبقى ما يراهن عليه «أسانج» هو قوله: «خلال سنوات الـ4 الماضية واجهنا 100 قضية انتصرنا فيها جميعا، وفى مثل تلك الأوقات علينا أن نتذكر جميعا ألا نترك الأقوياء يحددون ما هو القانون وكيف يعمل».