تعرض الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) لموجة من النيران الكثيفة عبر وسائل الإعلام العالمية بعد اختيار روسيا وقطر لتنظيم نهائيات كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. ووصفت صحيفة «داجبلاديت» النرويجية اختيار قطر بأنه «أكبر مزحة فى تاريخ كرة القدم» فيما تحدثت صحيفة «إكسبريسن» عن نتيجة «كارثية».
ووُجّهت مدافع وسائل الإعلام تجاه الفيفا فى الفترة الأخيرة، وكيلت له الاتهامات، ووصفه البعض بأنه مركز الفساد فى العالم، فى حين اتهم البعض الآخر الفيفا بالسير فى اتجاه تحالف المال والسياسة بدلا من ترجيح ملفات مثل إنجلترا وأمريكا وإسبانيا والبرتغال.
وتحدثت صحيفة بليك السويسرية عن أن «الفيفا ليس عليه أن يثبت أنه لا يهتم بالمشجعين، ما يؤخذ فى الاعتبار هو الحرية الضريبية، الوفرة المالية، وزهو (رئيس الفيفا جوزيف بلاتر) بإهداء الكتلة الشرقية والشرق الأوسط، كأس العالم».
من جهتها أوضحت صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الإيطالية أن اختيار روسيا وقطر كان دليلاً نهائياً على أن «السياسة هى ما يهم، والمال أيضا».
وأكدت صحيفة «فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج» أن عملية التصويت أظهرت وجود شىء خاطئ بالفيفا». وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن «حياة الفيفا ورئيسه تحطمت مجددا، الكثيرون سيعتبرون أن شعار الفيفا من أجل مصلحة اللعبة مجرد مزحة».
ووصل الأمر بصحيفة «بيلد» الأوسع انتشارا فى ألمانيا أن طالبت باستقالة السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا).
وقالت الصحيفة «منذ أن تم إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا بسبب شبهات فساد، بات مقبولا احتمال أن تباع روح كرة القدم مقابل دولارات النفط. التجارة والفساد انتصرا فى زيوريخ على كرة القدم. رئيس الفيفا سيب بلاتر لم يتمكن من الحيلولة دون ذلك. عليه أن يستقيل فورا». من جانبها، أشارت صحيفة «فرانكفورتر الجيماينة تسايتونج» إلى أن «التعبيرات العسكرية تبدو مناسبة أكثر لهذه المناسبة. المعركة اشتعلت، والمنتصران دولتا روسيا وقطر الغنيتان اللتان تستضيفان المونديال للمرة الأولى لم تخرجا دون جروح. قرار إسناد مونديالين مرة واحدة تم اتخاذه من أجل تخطيط عقود البث التليفزيونى والتسويق على مدى طويل».
بيد أن الصحيفة التى تصدر من فرانكفورت استدركت «لكن هذه الخطة تحولت إلى كارثة بالنسبة للفيفا. كما لو كان الأمر تحت عدسة، ظهرت للعالم سخونة المنافسات الرياضية الكبرى، والطريقة التى يحدد بها الفساد، والتربيطات عمليات تصويت ديمقراطية».
واعتبرت صحيفة «سوديوتشه تسايتونج» أن عملية الاختيار التى تمت فى زيوريخ ليس لها سوى نهاية واحدة: تعزيز نفوذ رئيس الاتحاد. قالت الصحيفة «منح المونديالين إلى روسيا وقطر يمثل عملا نموذجيا فى التخطيط، الطريقة التى استطاع بها رئيس الفيفا سيب بلاتر تعزيز سلطته فى الاتحاد مانحا حدثين كبيرين. الفائزان اللذان خرجا من الظرفين هما روسيا وقطر، لكن الفائزين الحقيقيين يسميان سيب بلاتر وفلاديمير بوتين».
وتابعت «بالنسبة لبلاتر، كان الحدث هروبا إلى الأمام، باختيار روسيا تم ضمان حفنة مغرية من الأصوات التى يحتاج إليها لإعادة انتخابه فى 2011. التأثير الهائل لبوتين فى العالم الرياضى قد يضمن له نحو 12 صوتا بين الجمهوريات السوفيتية السابقة». وأضافت «باختيار قطر، تمكن بلاتر من استعداد ود خصمه الألد رئيس الاتحاد الآسيوى محمد بن همام، رجل الأعمال المقيم بالدوحة الذى كان يرغب مؤخرا فى منافسة بلاتر (على رئاسة الفيفا). الآن سيعرف ما قيمة مونديال 2022». وأكدت صحيفة ديلى ميرور البريطانية أن «إنجلترا لم تخسر حقوق استضافة كأس العالم 2018 بسبب وسائل الإعلام البريطانية، لقد خسرت بسبب الفساد الذى تحاربه وسائل الإعلام البريطانية». ونقلت صحيفة «ذا صن» عن تيرى فينابليز، المدرب السابق لإنجلترا «الفيفا والـ«كى جى. بى، هما المنظمتان الوحيدتان اللتان تعيشان فى السر على هذا الكوكب».