«المناخ والبنية التحتية والشريعة».. تحديات تواجه قطر قبل تنظيم المونديال

كتب: محمد يحيى السبت 04-12-2010 16:30

جاء قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» اختيار دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم 2022، ليمثل قنبلة مدوية هزت أرجاء الكرة الأرضية، وأثار الكثير من ردود الأفعال المتناقضة، وشنت وسائل الإعلام العالمية حملات مكثفة للتشكيك فى قدرة قطر على استضافة أكبر حدث كروى فى العالم فى نسخته التى تنطلق بعد 12 عاماً.


وتحت عنوان «خمس مشاكل متوقعة تواجه قطر» شككت صحيفة «تليجراف» البريطانية فى قدرة القطريين على النجاح فى تنظيم المونديال، والخروج به إلى بر الأمان، فى أول مونديال تستضيفه منطقة الشرق الأوسط.


ويعد المناخ هو التحدى الأول لقطر فى ظل ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية، وهو ما قد يؤثر على اللاعبين والجماهير على السواء، إلا أن الحكومة القطرية تعهدت بتوفير أجهزة التكييف، التى تتغلب على هذه الطبيعة القاسية عن طريق نظام تبريد مبتكر.


ثانى التحديات التى اهتمت بها «تليجراف» كان البنية التحتية التى تملكها قطر، فعلى الرغم من تبقى 12 عاماً على مونديال 2022، فإن قطر لا تملك قطر إلا ثلاثة ملاعب فقط، وبالتالى تحتاج إلى تسعة ملاعب جديدة لاستيعاب إقامة البطولة، فضلاً عن حاجة الملاعب الثلاثة الموجودة للتطوير، وفضلاً عن وسائل المواصلات التى ستحتاج إلى تطوير ضخم، وإنفاق مليارات الدولارات لتجهيز الطرق، وإنشاء القطارات ومترو الأنفاق.


أما التحدى الثالث، فتمثل فى الفنادق وقدرتها على استيعاب الإقبال الكبير من الجماهير، لمتابعة البطولة الذى من المتوقع أن يصل إلى نصف مليون مشجع، خصوصا أن مساحة قطر نفسها صغيرة جدا، حتى إن 10 من أصل 12 ملعباً ستكون جاهزة للبطولة ستتواجد فى مساحة لا تتجاوز 30 كم حول العاصمة القطرية الدوحة. ورابع التحديات تمثل فى ثقافة الشعب القطرى، وقالت «تليجراف»: «قطر لديها نفس قوانين دول الشرق الأوسط المجاورة لها، وبالتالى ستشاهد الجماهير العرب ثقافة جديدة، وهى ضرورة وجود عدد من النوادى الليلية والحانات فى الشوارع، وهو ما لا يتوفر حالياً إلا فى بعض الفنادق غالية الثمن فقط، فضلا عن أن الشريعة الإسلامية المطبقة فى قطر تمنع تناول الكحوليات فى أى مكان عام، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع الكم الكبير من الجماهير المتوقع وصولها إلى قطر». وتحت عنوان «الميراث» جاء التحدى الخامس الذى يواجه قطر وهو عدم استفادة القطريين من الملاعب التى سيتم بناؤها بعد انتهاء البطولة، وقالت الصحيفة البريطانية: كيف لبلد لا يتجاوز سكانه 1.6 مليون نسمة أن يستفيد من 12 ملعباً رئيسياً وباقى ملاعب التدريب، وهو ما سيتكلف مبلغاً يصل إلى 4 مليارات دولار؟


وردت قطر بأنها ستتبرع بهذه الملاعب بعد ذلك إلى الدول الفقيرة، وهو ما دفع محرر الصحيفة للتعجب، قائلاً: ولماذا لا يتم بناء هذه الملاعب فى البلدان الفقيرة من البداية؟


ونشرت صحيفة «تايمز» الأمريكية تقريراً مشابهاً حول التحديات التى تواجهها قطر، إلا أنها أبرزت تحدياً آخر وهو القدرة على التعامل مع إسرائيل فى حالة تأهلها إلى النهائيات، خصوصا أن قطر كباقى الدول العربية لا ترحب بإسرائيل على المستوى غير الرسمى، وجاء رد الشيخ محمد بن حمد آل ثانى، رئيس ملف ترشيح قطر، قائلاً: نحن نتبع سياسة عدم التمييز فيما يتعلق بالرياضة. وبالتالى فإن الرياضيين الإسرائيليين سيكون بإمكانهم المشاركة دون مشكلات.


وفى سياق مشابه نشرت مدونة «NJ» الأمريكية، التى تصدر فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية، تقريرا تبرز فيه أسباب تفوق قطر على الولايات المتحدة بنتيجة 14/8 فى تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية. أول الأسباب أخذته المدونة من حديث جوزيف بلاتر، رئيس «فيفا»، الذى أكد أن الاتحاد الدولى يتبع سياسة الذهاب إلى بلدان جديدة مثلما ذهبت البطولة من قبل إلى جنوب أفريقيا فى 2010، ومن بعدها روسيا 2018، وأخيرا قطر 2022.


السبب الثانى، هو القدرة المالية الكبيرة التى تتميز بها قطر، والتى مكنت تلك الدولة الصغيرة فى المساحة من إقناع مسؤولى «فيفا» بقدرتها على تخفيض درجات الحرارة العالية، التى قد تؤثر على صحة اللاعبين.


أما السبب الثالث لفوز قطر - من وجهة نظر المدونة الأمريكية - فكان وجود القطرى محمد بن همام، عضو اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم، الذى تفوق بعلاقاته على وجود بيل كلينتون، رئيس أمريكا السابق، ومورجان فريمان، الممثل الأمريكى الشهير.