مخرج الفيلم المغربى «الجامع»: حاولت فضح الاستخدام الخاطئ للدين

كتب: نجلاء أبو النجا السبت 04-12-2010 16:12


عقدت بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، ندوة خاصة للفيلم المغربى «الجامع» عقب عرض الفيلم ضمن المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائى، حضرها مخرج الفيلم المغربى الجنسية داوود أولاد السيد، الذى يحرص على الاشتراك فى كل مناسبة فنية أو سينمائية فى مصر.


حظيت الندوة باهتمام كبير وحضرها عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمهتمين بالسينما، خاصة أن الفيلم يتناول بجرأة قضية الاتجار بالدين واستخدام الشعائر الدينية كوسيلة لتحقيق الأهداف الشخصية من خلال قصة الفلاح الفقير «موحا»، الذى يؤجر قطعة الأرض البسيطة التى يمتلكها ويعيش منها لفريق عمل سينمائى أجنبى بنى عليها ديكور مسجد استخدمه فى التصوير، وبعد رحيل فريق الفيلم السينمائى تعامل الناس مع ديكور المسجد على أنه جامع حقيقى وحولوه لساحة للعبادة، وفشل الفلاح البسيط فى استرجاع أرضه وواجه مشكلات كثيرة مع أهل القرية وشيوخها الذين منعوه من هدم الجامع، وعندما حاول استرجاعها بالقوة اعتبروه كافراً ومجنوناً وتدخلت السلطات الحكومية وتم ترحيله من قريته تاركاً زوجته وأبناءه.


تركزت الأسئلة فى الندوة حول الصعوبات التى صاحبت تنفيذ الفيلم، وأكد داوود أنه صور الفيلم فى خمسة أسابيع فى قرية تبعد عن مدينة الرباط بحوالى ألف كيلومتر، وبنى ديكوراً كاملاً للمسجد فى القرية، والغريب أنه واجه نفس المشكلة التى تدور حولها فكرة الفيلم، حيث أصر أهل القرية أن يصلوا فى ديكور المسجد ويحولوه لجامع حقيقى، مما جعله يستعين بالعديد من الفقهاء الحقيقيين من أجل مواجهة أهل القرية، وقد سجل كل تلك الحوارات واستعان بها فى الفيلم بالنص ليضفى على الفيلم مصداقية وواقعية.


ورداً على سؤال عن سبب استغنائه عن الموسيقى التصويرية طوال الأحداث، أجاب المخرج بأنه يرى أن السينما فن صورة مستقل بذاته وليس فن صوت، وأن أستاذه الذى علمه السينما فى المغرب، علمه كيف يصنع فيلماً يستطيع من يشاهده غلق الصوت ومتابعته بنفس الاستمتاع الذى يجده مع الأفلام التى توجد بها موسيقى، كما قال إنه يفضل النهاية المفتوحة ليترك مساحة أمل رغم أنه فضح كل الأساليب الخاطئة فى التعامل مع الدين واستغلال السلطة الدينية لتحقيق مصالح خاصة.


 وعن اهتمامه بالطبقة الفقيرة فى أغلب أفلامه، خاصة فى هذا الفيلم وفيلمه السابق «فى انتظار بازولينى»، قال إنه ينتمى لطبقة الفقراء وهى الطبقة الأكثر عدداً فى المغرب، لذلك يجب أن يقدم سينما تعبر عنها، كما أنه من عشاق عالم الفقراء الذى يخرج من المبدع مكنونات وإبداعات.