قبل 24 ساعة من إجرائها أصابت جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب الأحزاب والقوى السياسية المختلفة بالعديد من المشكلات والانقسامات العميقة. فعلى مستوى حزب الوفد، أعلن مرشحو الحزب فى جولة الإعادة فؤاد بدراوى ومحمد مصطفى شردى ورامى لكح ومصطفى الجندى تضامنهم مع قرار الحزب بالانسحاب من جولة الإعادة، بينما رفضه عاطف الأشمونى ومحمد المالكى وطارق سباق ومسعد المليجى وماجدة النويشى «كوتة»، بالإضافة إلى سفير نور الذى نجح فى الجولة الأولى، بينما لم يتضح موقف نافع هيكل حتى مثول الجريدة للطبع.
وفى الوقت الذى أكد فيه مؤيدو القرار أنه صدر فى الوقت المناسب لمواجهة ما وصفوه بـ«المهازل والتزوير الفج فى الانتخابات»، وأنه يحقق مصالح الحزب ولن يضر بمستقبله السياسى، قال الرافضون للقرار إنه يعبر عن «رؤية قاصرة»، وصادر من «المجروحين» فى الانتخابات.
من جانبه، شنّ الحزب الوطنى - عبر تصريحات لقياداته على موقعه الإلكترونى - هجوماً على حزب الوفد بعد قرار الانسحاب من جولة الإعادة، مؤكداً أن مبررات الوفد «مرسلة وباطلة»، وأن القرار يحتاج إلى إعادة نظر، وأثبت انعدام العمل المؤسسى داخل الحزب، وتسبب فى انشقاقات وانقسامات داخل الحزب، ويعبر عن حالة تخبط قانونى واضح. وأضاف: «حزب الوفد أخطأ فى حق نفسه قبل الآخرين».
وفى تعليق من جانبه على هذه الاتهامات، نفى الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وجود انقسامات وانشقاقات داخل الحزب، مشدداً على أن قرار الانسحاب لاقى إجماعاً داخل الحزب باستثناء بعض المرشحين. وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «تلقيت آلاف البرقيات والاتصالات الهاتفية قبل الاجتماع تطالبنى بالانسحاب، أما الكلام عن الانشقاقات فهو أمنيات للبعض لن تتحقق، لأن الحزب سيظل وحدة واحدة».
وتابع: «من يتحدثون عن خيانة حزب الوفد للناخبين بالانسحاب هم الذين خانوا إرادة المواطنين بتزوير الانتخابات، وليس من دافعوا عن حقهم فى حماية أصواتهم»، وأوضح «البدوى» أنه لا يوجد نص فى اللائحة يؤكد وجوب عرض قرار الانسحاب على الجمعية العمومية، مشدداً على أن المرشحين الذين استمروا فى العملية الانتخابية ستطبق عليهم اللائحة بالفصل.
فى سياق متصل، عقد عدد من قيادات وأمناء حزب التجمع بالمحافظات اجتماعاً، الجمعة، بمركز التجديد الاشتراكى، أعلنوا خلاله رفضهم قرار الحزب بالاستمرار فى الانتخابات، واتفقوا على تقديم طلب «سحب ثقة» من الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب، وهو القرار نفسه الذى توصلت له لجنة الحزب بالإسكندرية بعد ما وصفته بـ«الموقف السلبى من تزوير الانتخابات لصالح الحزب الوطنى». وكان حسين أشرف، أمين التجمع بالقاهرة، قد أوضح أنه تلقى رسالة من «السعيد» أبدى خلالها استعداده لعقد لجنة مركزية فى أى وقت يحدده الأمناء المعترضون على قرار الاستمرار فى الانتخابات، إلا أنهم رفضوا. يأتى ذلك فى الوقت الذى طالب فيه أعضاء فى الحزب الناصرى بـ«تجميد» الحزب.