«الأوسكار» تنفتح على العالم

سمير فريد الإثنين 11-07-2016 20:32

جوائز الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما المعروفة باسم الأوسكار التمثال الذهبى الصغير رمز جوائزها- هى أشهر جوائز العالم للفنون على الإطلاق، وليس السينما فقط، رغم أنها مسابقة محلية للأفلام الأمريكية أساساً، وهى تتم بالتصويت بين أعضاء الأكاديمية والتى تختلف عن أعضاء نقابات وروابط السينمائيين الأمريكيين.

وقد لوحظ فى العامين الماضيين أن جميع الفائزين من البيض، وأغلبهم من الرجال، فثارت ثائرة السود والنساء، ورغم أن الأمر لا يعدو مصادفة، إلا أن إدارة الأكاديمية قررت دعوة 683 سينمائياً من 60 دولة للانضمام إلى عضويتها وبالتالى الاشتراك فى التصويت، وراعت أن يكون 46 فى المائة منهم من النساء، و41 فى المائة من الأقليات فى تلك الدول.

وبذلك أصبح عدد أعضاء الأكاديمية 6200 عضو لاختيار أحسن الأفلام وأحسن السينمائيين من الأفلام التى تعرض فى لوس أنجلوس حتى نهاية عام 2016.

وقد تحدد يوم 24 يناير عام 2017 لإعلان ترشيحات المسابقة فى دورتها التاسعة بعد الثمانين، وتحدد يوم 26 فبراير لإعلان الفائزين فى الحفل الذى يبث على الهواء فى أغلب دول العالم، ويشاهده مئات الملايين، ولا يقارن إلا بحفل افتتاح الأوليمبياد أو كأس العالم لكرة القدم.

ومن بين 683 سينمائيا من 60 دولة، تم اختيار أربعة من العرب فقط، وهم المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والمخرجون التونسى عبداللطيف قشيش، والأردنى ناجى أبونوار، والفلسطينى باسل خليل، وهو عدد قليل للغاية، ولا يتناسب مع تاريخ السينما فى العالم العربى الذى أنتج ما يقرب من عشرة آلاف فيلم طويل ومثلها من الأفلام القصيرة، وأغلبها فى مصر، منذ عام 1907، ولكننا لا نهتم بتاريخنا، ولا يوجد فى كل العالم العربى أرشيف حقيقى للنيجاتيف ولا البوزيتيف ولا وثائق الأفلام، فكيف نطالب الآخرين بالاهتمام بتاريخنا، وعدم وجود أرشيف للوثائق أدى إلى قلة عدد الكتب الصادرة بالإنجليزية واللغات الأجنبية عموماً عن السينما العربية، فأين يذهب الباحث ليعد كتابه، أم أن الذين اختاروا السينمائيين من إدارة الأكاديمية مطالبون بمعرفة اللغة العربية؟!

لقد اختاروا أربعة سينمائيين من ذاكرة الحاضر، إذا جاز التعبير، أى من لمعت أسماؤهم فى السنوات الماضية، وارتبطوا بالوصول إلى ترشيحات الأوسكار فى قوائمها الطويلة والقصيرة، ومنهم المخرج الفلسطينى الذى لم يخرج سوى فيلم واحد قصير والمخرج الأردنى الذى لم يخرج سوى فيلم واحد طويل، وكذلك المخرجة السعودية، وإخراج فيلم واحد يكفى أحياناً لدخول تاريخ السينما، ولكنهم حتى لم يختاروا هانى أبوالسعد الذى وصل إلى الترشيحات النهائية للأوسكار أكثر من مرة فى سنوات ليست بعيدة، أما عبداللطيف قشيش، فهو أحدث مخرج عربى فاز بالسعفة الذهبية فى مهرجان كان، ويعتبر من أهم مخرجى العالم فى السينما المعاصرة.

samirmfarid@hotmail.com