انهالت عبارات التهنئة والإشادة على دولة قطر بعد فوزها بشرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022، بعد منافسة شرسة مع أربعة ملفات لنيل شرف تنظيم أكبر بطولة كروية فى العالم، كما توالت عبارات المديح والإشادة على روسيا التى نالت هى الأخرى شرف تنظيم كأس العالم 2018.
وامتد التصويت على استضافة بطولة عام 2018 لجولتين فقط، حيث حصل الملف الروسى فى الجولة الأولى على تسعة أصوات مقابل سبعة أصوات للملف الأيبيرى وأربعة للملف البلجيكى الهولندى المشترك وصوتين للملف الإنجليزى، وفى الجولة الثانية، حسم الملف الروسى حق التنظيم لصالحه بالحصول على 13 صوتاً مقابل سبعة أصوات للملف الأيبيرى وصوتين للملف البلجيكى الهولندى.
بينما امتد التصويت على حق استضافة مونديال 2022 إلى أربع جولات، بعدما فشل أى من الملفات المتنافسة فى الحصول على أكثر من نصف عدد أصوات اللجنة التنفيذية عبر الجولات الثلاث الأولى.
وأعلن الملف القطرى تفوقه فى جميع هذه الجولات حيث تصدر الجولة الأولى برصيد 11 صوتا مقابل أربعة أصوات لكوريا وثلاثة لليابان ومثلها للولايات المتحدة وصوت وحيد لأستراليا، وفى الجولة الثانية، حصد الملف القطرى عشرة أصوات مقابل خمسة لكوريا الجنوبية ومثلها للولايات المتحدة وصوتين فقط لليابان، وفى الجولة الثالثة، حصد الملف القطرى 11 صوتا مقابل ستة أصوات للولايات المتحدة وخمسة لكوريا الجنوبية، وفى الجولة الرابعة والأخيرة، حصد الملف القطرى 14 صوتا مقابل ثمانية أصوات للولايات المتحدة.
وأكد الشيخ محمد بن حمد آل ثان رئيس ملف قطر أن بلاده تفتح ذراعيها إلى العالم بأسره، مشيرا إلى أن إقامة كأس العالم فى منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى عام 2022 تعنى كثيرا لشعوب هذه المنطقة.
وكشف «منذ اللحظات الأولى التى تقدمنا بها لاحتضان كأس العالم شكك الكثيرون بقدراتنا، واعتبروا أن عامل الطقس وصغر مساحة قطر سيقفان حائلا دون نجاحنا، لكننا عملنا بصمت وأثبتنا أننا سنجد الحلول المناسبة لجميع المعضلات التى تعترض طريقنا، وها نحن نحتفل بنيل شرف استضافة كأس العالم عام 2022».
وأوضح «العمل الجاد يبدأ غدا لأننا نريد أن نثبت أننا لا نطلق كلاما فى الهواء بل سنضع وعودنا حيز التنفيذ».
فيما أكد الشيخ سعود بن عبدالرحمن الأمين العام للجنة الأوليمبية القطرية أن قطر «وضعت كرة القدم فى الشرق الأوسط على خارطة العالم».
وتابع: «فزنا بالاستضافة رغم المنافسة فى بلدان كبيرة»، وهنأ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المسؤولين القطريين بالنجاح فى الاستضافة، وأكد أن ثقته فى قطر ليست لها حدود، وأن لديها الخبرات التى تجعلها محل ثقة، واعتبر أن نجاحها يعد نجاحا لباقى الدول العربية.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السويسرى جوزيف بلاتر أنه راضٍ تماما عن النتائج التى أسفرت عنها عملية التصويت، وقال بلاتر «سنسافر إلى دولتين جديدتين بالكامل.. لم يسبق أن أقيمت كأس العالم فى السابق فى روسيا أو فى أى مكان من أوروبا الشرقية، والأمر نفسه ينطبق على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى اللذين ينتظران الفرصة منذ فترة طويلة».
وتابع «أنا راضٍ تماماً فى الوقت الحالى، كرة القدم تسير فى الاتجاه الصحيح ما يجعلنى رئيساً سعيداً للفيفا».
من جانبه أعرب الأسطورة الفرنسى زين الدين زيدان عن سعادته البالغة بفوز قطر باستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022، بعد أن كان سفيرا لملف ترشيحها.
وقال زيدان فى تصريحات للصحفيين على هامش تواجده بمقر الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) فى زيوريخ «أنا سعيد للغاية لقطر.. إنها تمثل العالم العربى الذى يمر بمرحلة صعود إلى القمة».
وفى الوقت نفسه، أعرب زيدان عن سعادته لنيل روسيا استضافة نسخة 2018 للمرة الأولى فى تاريخ أوروبا الشرقية، بينما كشف عن أسفه لإخفاق ملف البرتغال وإسبانيا التى يقيم بها حاليا لاستضافة نفس البطولة.
وفى روسيا خرج عشرات الفتيان إلى الشوارع فى موسكو للاحتفال بفوز روسيا بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2018، رغم تدنى درجات الحرارة فى البلاد، وحمل هؤلاء الفتيان مصابيح مضيئة بألوان العلم الروسى.
وكان الرئيس دميترى ميدفيديف ورئيس الوزارء فلاديمير بوتين الذى دافع شخصيا عن ملف الترشيح الروسى لاستضافة المونديال، عبرا عن فرحتهما بعد إعلان فوز روسيا بشرف تنظيم العرس الكروى العالمى.
وستدفع استضافة المونديال روسيا إلى تحسين وسائل الاتصال بين المدن التى اختيرت لتنظيم المسابقة.. المسافة بين كالينجراد (غرب) وإيكاترينبورج تبلغ 3 آلاف كم، والمسافة المتوسطة بين المدن التى اختيرت لاستضافة المباريات هى أكبر بعشر مرات من المسافة بين المدن التى اختيرت فى ملف الترشيح البريطانى.
وعمت الأحزان عواصم البلدان الخاسرة بعد إعلان النتائج، ففى أستراليا احتشد آلاف الأستراليين أمام شاشات العرض العملاقة فى المدن الأسترالية وقد تأوه عشاق كرة القدم بشكل جماعى بعد تحطم آمالهم فى استضافة أكبر حدث كروى فى العالم.
وفى سيدنى، حيث كان يأمل المنظمون طرح اللوحات الكبيرة التى ترسم صورة كرة قدم ضخمة على سقف دار الأوبرا، بدا الحزن على أوجه الجماهير بعد تبخر أحلامهم.
وما زاد الأمور سوءاً هو أن فرانك لوى، رئيس الملف الأسترالى، قد حذر قبل التصويت أن البلاد لن تحصل على فرصة أخرى للمنافسة على استضافة البطولة إلا بعد عقود.
وخيمت حالة من الحزن الشديد وخيبة الأمل على إسبانيا بعد إخفاق الملف الأيبيرى (الإسبانى البرتغالى المشترك) فى الفوز بحق استضافة بطولة كأس العالم 2018.
وذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية فى عنوانها بموقعها على الإنترنت «خيبة أمل أيبيرية».. وذكرت فى تعليقها «كان يجب ألا يحدث ذلك.. وداعا لحلم الترشح الأيبيرى».
وأعربت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية من خلال موقعها بالإنترنت عن اعتقادها بأن الفيفا اختار روسيا وقطر لاستضافة البطولتين لأن أيا منهما لم يسبق له تنظيم البطولة.
ورغم ذلك، لم يتعرض الملف الأيبيرى لأى انتقادات، ولكن «آس» ألمحت فى وقت سابق إلى أنه كان من الأفضل أن يتواجد العاهل الإسبانى الملك خوان كارلوس فى زيوريخ للمساهمة فى العرض النهائى للملف الأيبيرى أمام مسؤولى الفيفا.
ولكن صحة الملك خوان كارلوس «72 عاما» لم تكن على ما يرام فى الآونة الأخيرة.
فيما اعتبر لاعب الوسط البرتغالى السابق جوزيه كوستينيا أن الأزمة الاقتصادية أثرت على حظوظ ملف الترشيح المشترك لبلاده وجارتها إسبانيا.
وقال كوستينيا فى تصريحات لقناة «أنتينا 1» البرتغالية «العامل الاقتصادى كان حاسما.. وروسيا دولة قوية للغاية على هذا المستوى».
فيما أكد مسؤولو الاتحاد الأمريكى لكرة القدم أنهم أصيبوا بصدمة إزاء قرار الاتحاد الدولى للعبة (فيفا) برفض الملف الأمريكى لطلب استضافة فعاليات بطولة كأس العالم 2022 واختيار دولة صغيرة مثل قطر لاستضافة البطولة العالمية.
وذكر سونيل جولاتى رئيس الاتحاد الأمريكى للعبة على موقع الاتحاد بالإنترنت «أشعر بخيبة أمل.. ملايين من مشجعى كرة القدم بالولايات المتحدة عملوا بجدية واجتهاد لجلب البطولة إلى بلادهم.. والخروج صفر اليدين يمثل أمراً من الصعب قبوله».
وعلق على اختيار قطر قائلاً: «لا أصدق أنهم اختاروا بلدا ذا مساحة تعادل مدينة واحدة».
كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أعرب عن استيائه من قرار الفيفا وأكد أن القرار خاطئ.
وأرسلت واشنطن إلى زيوريخ الرئيس الأسبق بيل كلينتون، رئيس شرف اللجنة التنظيمية الأمريكية ووزير العدل إريك هولدر لدعم الملف الأمريكى.
ويأتى اختيار قطر على حساب الولايات المتحدة بعد 14 شهرا من فشل ملف شيكاغو لاستضافة أوليمبياد 2016، الذى اعتبر فشلا شخصيا لأوباما، خصوصا أنه انتقل إلى الدنمارك لدعم ملف المدينة الأمريكية.
فيما وجهت وسائل الإعلام البريطانية سهام النقد إلى المسؤولين عن الملف الإنجليزى بعد سقوطه من الجولة الأولى والحصول على صوتين فقط، وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية «إنجلترا تتعرض للإذلال فى كأس العالم».
وأرجع معظم نجوم الكرة الإنجليزية مسؤولية الخسارة المهينة للتحقيقات التى أجرتها صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية وإدانتها لعضوين من اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» بتهمة الحصول على الرشوة، ومن بعدها ما أعلنته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» عن تورط ثلاثة أعضاء آخرين فى قضايا فساد قبل أن ينفيه الـ«فيفا». من جانبه أكد ديفيد بيكهام نجم إنجلترا: قدمنا كل شىء للفوز بشرف التنظيم ولا يمكننا الآن إلا تهنئة روسيا وقطر والوقوف بجوارهما لنكون فخورين بكرة القدم، ولكن الجميع بذل الجهد المطلوب بداية من ديفيد كاميرون رئيس الوزراء والأمير وليام وحتى أقل عامل.