الضحية الثانية لـ«سور عرب غنيم» كانت تنفق على أسرة من 10 أفراد

كتب: مصطفى المرصفاوي الجمعة 03-12-2010 17:33

سعاد عبدالعظيم منصور الضحية الثانية لحادث سقوط سور نادى عرب غنيم فى حلوان..5 دقائق فقط كانت تفصل بين الضحية ومنزلها القريب من النادى.. آلام فى قدمها جعلت خطواتها بطيئة.. كانت أبطأ بكثير من سور تهاوى بسرعة على رأسها وقتلها وقتل سيدة كانت تسير فى الشارع بجوارها وأصاب 7 آخرين.. الضحية كانت فى سوق حلوان.. تتوجه فى السادسة صباحا وتعود فى الثامنة مساء وتنفق على 10 من أفراد أسرتها.. وكان الأربعاء الماضى هو اليوم الأخير لها..عندما لفظت أنفاسها الأخيرة..


أبناؤها تجمعوا بمكان الحادث بعد سماعهم صوت ارتطام السور..الشهود أكدوا لهم أن والدتهم كانت تقف بمكان الحادث لتستريح بسبب آلام قدمها التى تلاحقها منذ عام ونصف. لحظات وبدأ الأبناء فى البحث عن الجثة حتى عثروا عليها مصابة بكسور وكدمات متفرقة ولكنها فارقت الحياة أثناء نقلها بسيارة ملاكى إلى مستشفى حلوان العام وذلك قبل وصول سيارات الإسعاف. على بعد أمتار قليلة وأمام منزل الضحية أقيم سرادق العزاء وتجمع الأهالى لمساندة أسرتها.. أبناؤها جلسوا أمام منطقة الحادث يتلقون العزاء.. يتذكرون اللحظات الأخيرة لوالدتهم وهم يجلسون حولها ويتناولون الإفطار الأخير معها قبل خروجها لعملها.. بينما جلس الأب صامتا لا يتحرك ولا ينطق بكلمة كل من يقترب منه لمواساته وهو يقول له «البقاء الله» يرد بـ«الدموع».


على الابن الأكبر جلس على باب المنزل ينظر حوله ويصرخ كل خمس دقائق «كان نفسى أشوفك يا أمى بقالى 3 أيام ما شوفتهاش»..قال لـ«المصرى اليوم»: الـ3 أيام الماضية لم أستطع مقابلتها، كنت أعود يوميا من عملى فى ساعة متأخرة ولم أستطع مقابلتها بسبب ظروف شغلها واستيقاظها صباح كل يوم للخروج إلى عملها مبكرا..يوم الحادث حاولت إيقاظى لتناول الإفطار معها ولكنى رفضت بسبب إرهاقي، كانت تعد لنا الإفطار يوميا، وإنما فطار اليوم الأخير كانت تعده وتصر على تجمع أفراد الأسرة حول المائدة وكأنها تعلم أنه اليوم الأخير لها بالمنزل. مصطفى هو الابن المدلل لها أو الأصغر اكتفى بوضع صورة كبيرة لوالدته وجلس يحتضنها وسط العزاء لا ينطق ولا ينظر لأحد، بينما اكتفى بالنظر للصورة وهو يتمتم بكلمات بصوت خافت وكأنه يتحدث معها قال «حاولنا أكثر من مرة إقناعها بالذهاب إلى المستشفى للكشف على قدمها ولكنها كانت ترفض وهى تقول: بسيطة.. بسيطة»، رفضها كان سببه ظروف المعيشة وعدم قدرتنا على تدبير نفقات العلاج.


وأضاف: كانت ترفض الجلوس فى المنزل لرغبتها فى المشاركة فى تدبير نفقات المنزل خاصة بعد خروج والدى إلى المعاش، فور سماعى صوت الارتطام وانهيار السور شعرت أنها أسفل الأنقاض، فهذا هو موعد عودتها يوميا من العمل، أسرعنا جميعا إلى المكان وبعد نصف ساعة استطعنا استخراجها من أسفل الأنقاض قبل أن يحضر رجال الإنقاذ أو الإسعاف إلى المكان.