أكد الرئيس السودانى عمر البشير أن قبوله تقرير المصير لجنوب السودان عبر الاستفتاء المقرر فى 9 يناير المقبل، لم يتـم تحت ضغوط دولية وإنما جاء لقناعته بعدم فرض خيار الوحدة بالقوة. ودعا البشير - لدى مخاطبته مجلس شورى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم الخميس - السودانيين إلى التعامل بواقعية مع ما سيسفر عنه استفتاء الجنوب، حتى وإن كانت النتيجة الانفصال الذى وصفه للمرة الأولى بأنه «أمر متوقع».
وشدد البشير على أن حكومته لن تسمح باستفتاء لتقرير مصير منطقة أبيى المتنازع عليها يستثنى قبيلة «المسيرية»، كما نبه البشير - بحسب ما نقله عنه موقع «الجزيرة» الإلكترونى - إلى أن منبر الدوحة الخاص بقضية إقليم دارفور سيكون آخر منبر تفاوضى تدخله الحكومة، مشيراً إلى أن الأطراف المتنازعة ستوقع اتفاقية خاصة بدارفور قبل نهاية الشهر الحالى.
من جهة أخرى، منح البشير ولاة الولايات تفويضاً شاملا بـ«طرد أى منظمة أجنبية أو أى شخص لا يحترم سيادة السودان أو يبدى أى نوع من التطاول على سيادة ومؤسسات البلاد، خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة».
وفى تلك الأثناء، أعلن تشان ريك مادوت، نائب رئيس مفوضية استفتاء الجنوب محمد إبراهيم خليل، أن رئيس المفوضية - وهو من الشمال - أبلغ مجلس إدارة المفوضية بأنه سيكتب إلى الرئيس السودانى ورئيس حكومة جنوب السودان طالباً تأجيل الاستفتاء لمدة 3 أسابيع بسبب ضيق الجدول الزمنى، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
ومن جهته، قال خليل إنه لا يمكنه التعليق على مضمون أى رسالة بين المفوضية والرئاسة، وأضاف أنه لايزال يبذل كل جهده للوفاء بموعد 9 يناير، مضيفاً أنه إذا أتيح مزيد من الوقت يمكن إجراء الاستفتاء بكفاءة أكبر، لكن إذا لم يحدث ذلك فإن مسؤولى المفوضية سيفعلون ما بوسعهم، بينما قال مادوت - وهو من الجنوب - إنه يختلف مع تقييم خليل بأن المسؤولين يمكنهم الوفاء بموعد 9 يناير، رغم قرار اتخذ مؤخراً بإعادة فتح عطاء لطبع أوراق الاقتراع وتأخيرات إجرائية أخرى. وأضاف: «أى تأجيل لا يحظى بتأييد فى الجنوب»، فى حين قال جورج ماكير، مسؤول الإعلام بالمفوضية، إن الأمر متروك لاتفاق شريكى الحكم.
ومن ناحيتها، اعتبرت سوزان رايس، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، التى تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، أن عملية تسجيل الناخبين فى الجنوب «تسير على نحو سلس على ما يبدو» وأنه «لا معنى لإرجاء الاستفتاء»، مشيرة إلى أن المجلس سيعقد جلسة فى 9 ديسمبر حول قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير، وستتم مناقشة جميع الأمور المتعلقة بالسودان خلال هذه الجلسة.