«زي النهارده».. وفاة إمام المجددين محمد عبده 11 يوليو 1905

كتب: ماهر حسن الإثنين 11-07-2016 08:04

يظل الإمام محمد عبده واحدا من أبرز أئمة التجديد في العصرالحديث في مجال الفكرالإسلامي، وأحد دعاة الإصلاح والنهضة العربية الإسلامية الحديثة، وممن أسهموا في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لقرون.

محمد بن عبده بن حسن خير الله، والذي نعرفه باسم الإمام محمد عبده، والمولود في سنة ١٨٤٩ في قرية حصة شبشير بمركز طنطا في محافظة الغربية، ولد لأب كردي وقيل تركماني، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة «بني عدي» العربية، ثم نشأ في قرية صغيرة من ريف مصر هي قرية «محلة نصر» بمحافظة البحيرة أرسله أبوه إلى الكُتّاب ثم إلى جامع السيد البدوي، لكنه لم يتجاوب مع المقررات الدراسية الجامدة فقرر أن يترك الدراسة ويتجه إلى الزراعة وأصر أبوه على تعليمه فهرب إلى بلدة قريبة فيها بعض أخوال أبيه وهناك التقى بالشيخ «درويش خضر»، خال أبيه، الذي كان له أكبر الأثر في تغيير مجرى حياته.

واستطاع الشيخ «درويش» أن يعيد الثقة إلى محمد عبده فعاد إلى الجامع الأحمدي، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر عام ١٨٦٥، ونال منه شهادة العالمية سنة ١٨٧٧ تأثر الشيخ «محمد عبده» أيضا بالشيخ حسن الطويل الذي وجهه إلى العلوم العصرية كما تأثر بجمال الدين الأفغاني، وبعد أن نال «محمد عبده» العالمية قام بالتدريس في الأزهر و«دار العلوم» و«الألسن» وكتب للصحافة.

وحينما تولّى الخديو «توفيق» وجاء «رياض باشا» رئيسا للنظار أراد إصلاح «الوقائع المصرية»، واختار الشيخ محمد عبده لهذه المهمة، فضم «محمد عبده» إليه «سعد زغلول»، و«إبراهيم الهلباوي»، وغيرهما وأحدث نقلة منهجية فيها، وفي «المدرسة السلطانية» بيروت كتب في الصحافة اللبنانية وبعد محاولات لـ«سعد زغلول»، والأميرة «نازلى»، و«مختار باشا»، صدر العفو عن «محمد عبده» سنة ١٨٨٩، وعاد إلى مصروتم تعيينه قاضيًا أهليًا في محكمة بنها،ثم الزقازيق، ثم عابدين،ثم عين مستشارًا في محكمة الاستئناف سنة ١٨٩٥.

وعندما تُوفى الخديو «توفيق» سنة ١٨٩٢ وتولى الخديوعباس استطاع إقناعه بخطته الإصلاحية التي تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، وفى عام ١٨٩٩ تم تعيينه مفتيًا للبلاد، ولكن علاقته بالخديو لحقها التوتر، فبدأت الدسائس تُحاك ضد الإمام وبدأت الصحف تشهر به فاستقال من الأزهر في سنة ١٩٠٥، وثقل عليه المرض وما لبث أن تُوفى بالإسكندرية «زي النهارده» ١١ يوليو ١٩٠٥.