تسريب امتحانات الثانوية العامة زاد عن حده هذا العام. الظاهرة أصبحت مثاراً للسخرية وإطلاق النكات فى المجال العام. وكأنها الكوميديا السوداء فى حياة المصريين. شاومينح الذى حمل على عاتقه التنغيص على المصريين بتسريب الامتحانات.
لا أستطيع وصفه سوى بأنه من محبى الشر. من الذين يستمتعون بأذى الناس. وعلى رأى الصديق والكاتب الراحل، على سالم، كان يقول: إن أدوار الشر ممتعة للمتفرج والممثل على حد سواء. ولو أننى خيرتك بين محمود المليجى وشكرى سرحان سوف تختار على الفور المليجى العبقرى.
الذين يستمتعون بلعب أدوار الشر موجودون حولنا فى كل مكان. وفى كل مجال. فشاومينج فى التعليم. يحاول إفساد العملية التعليمية. تشكيك الناس فيها. هناك شاومينج مثله فى الاقتصاد. يجد متعة فى استمرار فشل القطاع العام. فى الوقوف ضد بيع شركة خسرانة. متوقفة عن العمل. يحارب كل محاولة لتشغيلها. وعودة عمالها.
هؤلاء يجدون متعة فى رفع الدعاوى القضائية لإعادة المصانع التى أصبحت ناجحة. بعد أن أخذها القطاع الخاص. يريدون إعادتها إلى حالتها السابقة. إلى قائمة المصانع الخاسرة مرة أخرى.
ظاهرة التنغيص على الناس موجودة فى كل مجتمع. إنما بنسب مختلفة. لا تخصنا وحدنا. فى أمريكا «ويب سايت» يقوم بدور شاومينج عندنا. يجد متعة فى تسريب الحبكة الدرامية فى المسلسلات والأفلام. يخبر المشاهد بما سيحدث فى كل مسلسل. يحرق مجهود مئات من البشر يحاولون تقديم أعمال إيجابية للجمهور.
يقول فرويد، أشهر طبيب نفسى فى العالم: إن الإنسان بداخله غريزتان. غريزة الحياة وغريزة الموت. والأخيرة تدفع الناس للشر أحيانا. تجعل الإرهابى يتلذذ بقتل الأبرياء. يستمتع بتفجيرهم. إنه يعشق لذة الموت. فالموت له لذته عند الإرهابى. مثلما للحياة لذتها عند الإنسان الطبيعى. الذى لا يعانى من أعراض اكتئاب وهلاوس.
لم يكن بن لادن شخصاً طبيعياً. لكنه كان يعانى من مرض نفسى منذ شبابه، وهو الاكتئاب الحاد طبقاً لأقرب الناس إليه.