انتخابات أم معركة حربية؟!

محمد أمين السبت 09-07-2016 21:09

من يحسم انتخابات نادى القضاة؟.. من هو الأقرب إلى جمهور الناخبين؟.. المعلومات تقول إن 90 مرشحاً تقدموا لانتخابات نادى القضاة، حتى غلق باب الترشح.. عدد المرشحين على مقعد رئيس النادى 10 مرشحين.. شكل المعركة، طبقاً لقراءة الأسماء، يوحى بأن الماراثون لا يختلف عن سباق مجلس النواب.. أى أنها بين تيار دينى، وآخر يشبه النظام القديم فى كثير من ملامحه.. فمن يفوز منهما الآن؟ أم أن المزاج العام مع الثورة؟!

ربما يعود المستشار أحمد الزند مرة أخرى للمشهد، من خلال بعض الأسماء، وفى الوقت نفسه يعود آل مكى للمشهد من خلال أسماء أخرى.. قد تكون انتخابات تكسير عظام.. سوف يستفيد أنصار الزند من علاقاته وقدراته الانتخابية أيام كان رئيس نادى القضاة، وسوف يستفيد أنصار آل مكى من وجود شبكة عنكبوتية مؤيدة لتيار الإسلام السياسى.. إذن هى ليست معركة انتخابية، ولكنها معركة حربية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى!

فى مثل هذا اليوم من الأسبوع القادم، سيكون عندنا رئيس جديد لنادى القضاة، ومجلس إدارة جديد للنادى العريق.. فمن هو؟.. كيف يحسم الانتخابات؟.. وبأى وسيلة؟.. معظم المرشحين خاضوا الانتخابات من قبل.. بعضهم كان فى مجلس الإدارة سابقاً.. بعضهم ارتكب أخطاء بشعة، هذه الأخطاء قد تكون سبباً للإطاحة به.. بعضهم أضاف إلى رصيده بعض النقاط، وقد تكون إضافة إلى رصيده.. بعضهم سوف يدفع ثمن تبعيته لفريق هنا أو هناك!

تقريباً، كل ناخب حسم أمره الآن، فيما يعرف بمعركة الأمتار الأخيرة.. المرشحون استغلوا الدعاية فى شهر رمضان.. زاروا أندية قضاة الأقاليم.. قضوا الوقت حتى ساعات السحور فى الدعاية الانتخابية والتربيطات.. أكثر المرشحين حظاً الذى يخوض الانتخابات بعقيدة سياسية أو دينية.. يبقى هناك تيار ثالث أو طريق ثالث، يمثله جيل مختلف تماماً، وهؤلاء يعتمدون على الشباب.. ويريدون إحداث ثورة فى مواجهة استبداد الطرفين!

المعركة بالفعل حامية الوطيس.. الأسماء شكلها يخضّ.. منهم زكريا شلش، وأحمد نادر ومحمود الشريف وهشام أبوعلم وعبدالله فتحى ومحمد عبدالمحسن وغير هؤلاء.. كل واحد منهم يتحرك بقائمة ظاهرة واضحة.. لكن خلفها تيار كامل يدعمها.. الجبهات الواضحة جبهة أحمد نادر، وجبهة محمود الشريف، وجبهة محمد عبدالمحسن.. أما جبهة هشام أبوعلم فهى لا يدعمها تيار، ولا تتمتع بشعبية مؤثرة، وتسعى إلى التمثيل المشرّف!

أعرف أننى أمشى حافياً على جسر الشوك، وأنا أكتب عن انتخابات القضاة.. من ناحية لأنها انتخابات حساسة جداً، ومن ناحية لأن الذين يخوضون الانتخابات- مرشحين وناخبين- يتمتعون بخصوصية شديدة.. ثالثاً لأننى أرتبط مع عدد كبير منهم بعلاقات طيبة.. وقد يكون منهم من لا أدعمه، ولا أتمنى وصوله لمقعد النادى فى هذه الانتخابات.. لكننا فى كل الأحوال نتمنى أن تُجرى انتخابات قضاة الحق والعدل، فى جو يسوده الوقار والشموخ!

أراقب هذه الانتخابات، ولا ناقة لى فيها ولا جمل.. لا أدعم أحداً، ولا أتمنى هزيمة أحد.. لكن أحاول قياس موازين القوى فعلاً.. مَنْ الذى يتمتع حتى الآن بقبول وسط جمهور القضاة؟.. هل هو التيار الدينى، أم التيار القديم؟.. أم أن هناك تياراً ثالثاً سوف يقلب الموازين رأساً على عقب، ويفرض نفسه، فيما يمكن أن تكون ثورة؟!