«جمعة غضب» احتجاجاً على العنصرية فى أمريكا

كتب: محمد السيد علي, وكالات السبت 09-07-2016 19:21

انتقلت عدوى الاحتجاجات السلمية ضد عنصرية الشرطة الأمريكية ضد السود من مدينة دالاس إلى عدة مدن كبرى فى الولايات المتحدة، فيما يشبه «جمعة غضب»، عقب حادث إطلاق النار الذى وقع فى مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية، وأسفر عن مقتل 5 شرطيين وإصابة 7 آخرين.

وخرج عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع للتنديد بقتل الشرطة 2 من الرجال السود بالرصاص، قبل يوم من قيام مسلح بقتل 5 من ضباط الشرطة فى مظاهرة مماثلة فى دالاس. وأغلق المتظاهرون الطرق الكبرى فى نيويورك وأتلانتا وفيلادلفيا، مساء الجمعة، كما أعلن عن تنظيم مظاهرات فى سان فرانسيسكو وفينيكس.

وامتلأت شوارع نيويورك وواشنطن وأتلانتا، وباتون روج فى لويزيانا، بالمتظاهرين الذين رددوا هتافات منددة بعنف الشرطة ضد الأمريكيين من ذوى الأصول الأفريقية، مثل «حياة السود لها قيمة» أو «ارفعوا أيديكم، لا تطلقوا الرصاص»، عقب مقتل مواطنين اثنين من ذوى البشرة السمراء على يد الشرطة.

وفى مدينة نيويورك، جاب المتظاهرون شوارع جنوب مانهاتن، بينما تركز المحتجون فى واشنطن أمام البيت الأبيض.

وانتشرت قوات الأمن لمنع المحتجين من قطع الطرق فى أتلانتا، إحدى المدن الأمريكية الكبرى، ويقطنها عدد كبير من ذوى الأصول الأفريقية، وفى باتون روج التى شهدت مقتل شاب أسود على يد الشرطة منذ أيام قليلة.

وفى أتلانتا، كشف فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعى الآلاف يتظاهرون فى أكبر احتجاج، وردد المتظاهرون هتافات، ولوحوا بلافتات تطالب بالعدالة. وأظهرت لقطات لمحطات تليفزيونية محلية حشداً هائلاً فى مواجهة عشرات من سيارات الشرطة التى تم إيقافها على طريق سريع محلى.

واشتعل فتيل الاحتجاجات عندما قام شرطى «أبيض» بقتل مواطن من ذوى البشرة السمراء يدعى «آلتون سترلنج»، 37 عامًا، الثلاثاء الماضى، فى مدينة باتون روج، عاصمة ولاية لويزيانا، أثناء قيام الأخير ببيع نسخة مقلدة من أقراص مدمجة للأغانى والأفلام، خارج أحد متاجر المدينة، وهو ما يجرّمه القانون الأمريكى، وشهد الأربعاء الماضى، حادث قتل مماثل، إذ خرّ الشاب صاحب البشرة السمراء «فيلاندو كاستيل»، 32 عاماً، صريعاً، إثر قيام شرطى أبيض بفتح النار عليه.

وإثر ذلك انطلقت مظاهرات ضد الشرطة فى دالاس، وقام الجندى السابق فى الجيش الأمريكى، ميكا جونسون، 25 عاماً، بقتل 5 عناصر بالشرطة وجرح 7 آخرين فى مسيرة خرجت للاحتجاج على مقتل الرجلين الأسودين على يد رجال الأمن، وبعدها لقى حتفه برصاص الشرطة.

ووصلت المظاهرات البيت الأبيض، حيث تظاهر مئات الأمريكيين فى العاصمة واشنطن، مساء الجمعة، احتجاجًا على مقتل اثنين من ذوى البشرة السوداء على يد الشرطة فى لويزيانا، ومينيسوتا. وتجمع المتظاهرون، وواصلوا احتجاجهم حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية.

وقالت السلطات إن الشرطة الأمريكية تعرضت لإطلاق نار فى 3 ولايات يومى الخميس والجمعة، ربما بنفس الدافع وراء أعمال الشغب فى دالاس، وهو عنف الشرطة ضد السود.

وقال مسؤولون إن رجلاً فى ولاية تينيسى فتح النار على فندق وطريق سريع، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ضابط شرطة وعدة أشخاص آخرين الخميس الماضى، ربما بسبب حوادث بين الشرطة والسود. وتعرضت الشرطة لكمين، وأصيب بعض رجالها فى ميسورى وجورجيا، الجمعة، لكن المسؤولين لم يتوصلوا للدافع وراء ذلك.

واحتلت أحداث الثأر العنصرى واجهات الصحف الأمريكية، وجاء عنوان «الثأر» فى واجهة صحيفة «دالاس» المحلية، التى أشارت إلى أن مقتل ضباط الشرطة لا يعفى الأمن من مسؤوليته من القتل العنصرى لشبان سود، وعنونت صحيفة «واشنطن بوست» صفحتها الأولى بـ«رعب فى دالاس.. مسيرات سلمية تتحول إلى فوضى».

وتساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى افتتاحيتها قائلة: «متى يتوقف القتل فى أمريكا؟»، وقالت إن مقاطع فيديو لمقتل شخصين من أصول أفريقية يوثق لما بات يعرف بأنه قتل عادى من جانب الشرطة، وأشارت إلى أن المواطنين السود يتعرضون للقتل والعنف على أيدى الشرطة. وقالت إن تكرار الصدمة العميقة التى شهدها الأمريكيون فى مواجهة رجال الشرطة تتسبب فى إزهاق حياة بريئة لشخص أسود. وأشارت إلى أن إطلاق النار صار جزءاً من حلقة بشعة لمنفذى قانون عاثوا فى الأرض فساداً، فبالنسبة للأمريكيين من أصل أفريقى يُعد التهديد الذى يشكله سوء المعاملة جزءًا من حياتهم.