كشفت قنصل مصر العام فى إيطاليا نبيلة واصف عن أن المصريين المقيمين فى مدينة نابولى يديرون شؤونهم بـ«التقليد والتزوير»، دون الحاجة إلى اللجوء إلى السفارة، أو مكاتبها فى روما، أو قنصلياتها العاملة فى أى من المدن الإيطالية، مشيرة إلى أن القنصيلة اكتشفت هذا الأمر أثناء تنقلها بين المدن الإيطالية لتلبية حاجة المصريين المقيمين فيها.
وقالت واصف، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»،: «نذهب إلى كل مدينة لتقديم الخدمات القنصلية لرعايانا عن قرب، وفى كل مدينة نواجه إقبالا كبيراً من المصريين المقيمين فيها، إلا مدينة نابولى التى لم يطلب أى مصرى مقيم فيها أى خدمات قنصلية على مدى يومين متواصلين، وكان ذلك مبعثاً على الشك لنا وللسلطات الإيطالية فى وقت واحد، ثم اكتشفنا أن المدينة بها جمهورية تزوير وتقليد مستقلة تحقق الاكتفاء الذاتى لكل المصريين المقيمين فى المدينة، وتدير شؤونها وتعتمد أوراقهم الرسمية بعمليات التزوير المتعددة من كل نوع ولون».
وأضافت واصف أن هؤلاء المصريين يتعاملون بهذه الطريقة مع السلطات الإيطالية فى المدينة وخارجها فى غفلة من الجميع، الأمر الذى كشفته السلطات الإيطالية مؤخرا وأبلغت به السفارة.
وأوضحت واصف أن التحقيقات فى هذا الأمر كشفت عن أن جميع أوراق المصريين المقيمين فى نابولى وشهاداتهم التى تصدر طوال إقامتهم سواء، كانت إقامة شرعية أو غير شرعية، كانت تدار بواسطة التقليد والتزوير، مؤكدة أن جميع توقيعات المسؤولين مقلدة طبق الأصل، وتم العثور على أختام مزورة على رأسها ختما النسر والجمهورية، مشيرة إلى أنها تشبه الأختام الأصلية تماما، ولا يمكن لأى نظرة عادية أن تكشفها.
وأشارت واصف إلى أن التزوير امتد إلى كل الأوراق المطلوبة، مثل شهادات الميلاد، والتجنيد، ورخص القيادة، وشهادة القرابة، والتوكيلات، واصفة الأخيرة بأنها الشهادات الأخطر بين كل هذه الأوراق، لأنها تتعلق بصيحة جديدة من صيحات النصب والاحتيال، تستهدف ممتلكات المصريين المقيمين فى الخارج.
وضربت واصف مثالاً على تزوير التوكيلات، بواحدة من أشهر وقائع التزوير - على حد قولها - التى امتدت خيوطها لتصل إلى تزوير أختام القنصلية المصرية فى الكويت، ووقع ضحيتها المواطن محمد عبدالقادر سعد، الذى فوجئ بمكالمة من فاعل خير تخبره بأن توكيلا مزورا تم إبرامه باسمه من الكويت، وأن هذا التوكيل مصدق عليه بتوقيعات القنصل المصرى ومساعديه هناك، ومختوم بأختام النسر فى القنصلية، ثم صدق عليه المزورون بأختام وزارة الخارجية، مشيرة إلى أنه، لإحكام حبكة النصب وكّل حامل التوكيل الصادر من قنصلية مصر فى الكويت، محامياً فى القاهرة لبيع عقار مملوك للمواطن الذى لم يزر الكويت فى حياته، ولم ينتبه لكل ذلك لولا المكالمة الهاتفية.
وتابعت واصف أن هذه الواقعة ليست إلا واحدة من عمليات تقليد وتزوير واسعة النطاق، يشارك فيها عدد من المصريين فى إيطاليا، ودول الخليج، ومصر، مؤكدة أن السفارة مشغولة الأن باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المصريين المقيمين فى الخارج من الاحتيال، لافتة إلى سعى السفارة والقنصليات التابعة إلى استخدام الأختام المحفورة على الأوراق لصعوبة تزويرها أو تقليدها، إلى جانب اتخاذ إجراءات إضافية للتأكد من شخصية الموكل، وإرسال صور التوكيلات المعتمدة من القناصل إلى إدارة التصديق فى وزارة الخارجية، حتى لا تصدق على أى توكيل إلا بعد التأكد من وجود أصل له معتمد من القنصلية ومرسل من قبلها إلى إدارة التصديقات فى القاهرة، فضلاً عن الاتفاق مع السلطات الإيطالية على إرسال صورة عبر الفاكس إلى القنصلية من جميع الشهادات والأوراق التى يقدمها مصريون، للتأكد من صحتها.
يذكر أن مدينة نابولى تشتهر بأنها الثانية على مستوى العالم فى عالم التقليد والتزوير، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات والأسماء المعروفة عالميا.