حتى الآن لم يخرج علينا هانى أبوريدة، المرشح المحتمل لرئاسة اتحاد الكرة، بل أقول إنه المرشح الفائز فى الانتخابات المقبلة، ببرنامجه الانتخابى.
طوال شهر رمضان وهو «مقضيها» عزومات فى المحافظات، ولف مع «المبشرين بدخول قائمته» على الأندية للإفطار، لكننا لم نسمع عن أى خطة من سيادته لتطوير المنظومة الكروية.
أكيد هانى أبوريدة هو أقوى المرشحين، فأغلب الأندية تحبه، وأغلب الإعلام يراه المهدى المنتظر لإصلاح أحوال الكرة المصرية التى انهارت فى السنوات الأربع الأخيرة، لكن بأمارة إيه كل ده؟!
لا يمكن لأحد تعامل مع أبوريدة أن ينكر عليه أنه مجامل بطبعه، وابن بلد، ودمه خفيف، وجدع مع الكثيرين وقت أزماتهم، لكن كل هذا لا يكفيه، فين فكره، فين خطته لإصلاح ما أفسده مجلس جمال علام؟
بلاش كده، كل الناس قالت إن مجلس علام فاشل بكل المقاييس، لكن أبوريدة، الذى ننتظر منه الإصلاح، وعد خمسة أعضاء من المجلس السابق بالانضمام لقائمته، يبقى عملنا إيه؟ هما نفس الأشخاص، نفس الوجوه، نفس السياسات التى تعتمد على المجاملات والمحسوبية.
عايزين نفهم على أى أساس تم اختيار القائمة؟ المفروض أنهم فريق متكامل يفيد المنظومة، لكن أبوريدة جمع أغلب الفرقاء، وأغلبهم دخلوا فى مشاكل مع بعضهم البعض، بل بعضهم يتآمر على زميله.
المفاجأة هنا هى ترشيح عصام عبدالفتاح ضمن القائمة على منصب العضوية، ومعروف أن عبدالفتاح باع الدنيا كلها- وهذا حقه تماماً- للعمل فى الاتحاد الإماراتى لكرة القدم، ودخلنا وقتها فى جدل قانونى حول شرعية وجوده فى الجبلاية، وانقسام داخل مجلس الإدارة حول عضوية عبدالفتاح، وتردد وقتها أن أبوريدة أحضر فتوى من فيفا بأن وجود عبدالفتاح فى الجبلاية باطل، طب إيه إللى حصل، وإيه إللى استجد حتى يعود عبدالفتاح؟
المفروض أن أى مرشح هو انعكاس لإرادة الناخبين، والجمعية العمومية للجبلاية تختار الأفضل، لكنها دائما ما تختار وفقاً للأهواء الشخصية، المرشح فلان جامل رئيس النادى فى حفلة طهور ابنه، فالأخير يمنحه صوت ناديه، هى ماشية كده.
مصر فعلا بلد العجائب والتناقضات، مفيش فى العالم كله أى انتخابات تتم بالحب والجدعنة، لكنه للأسف حال الانتخابات فى مصر فى أى مجال، سواء مجلس النواب، وارجعوا للانتخابات الأخيرة للمجلس، أو الأندية والاتحادات.
قد يخرج أحدهم ويقول إن البرنامج سيعلن بعد فتح باب الترشح، لكنى لا أرى أى مؤشرات إيجابية، الانتخابات على الأبواب والحال زى ما هو.
يا سادة، لا تنتظروا أى إصلاح فى المنتخبات، أو المسابقات، أو حتى عودة الجماهير للمدرجات التى يفترض أن يفكر فيها أى مسؤول فى اتحاد الكرة، لأن الكل مشغول بالمنصب والكرسى والأضواء، وللأسف مفيش فايدة.. سيبوها ماشية بالبركة.