سينما وسط البلد.. قاعات أوبرا ملكية تواجه «التحرش»

كتب: اخبار الخميس 07-07-2016 22:42

فى أيام العيد لابد من الذهب إلى السينما.. والذهاب إلى السينما يعنى أنه لابد من نزول وسط البلد، ففى العيد تصبح وسط البلد فى حد ذاتها «خروجة» .. «فسحة».والسينما «نقطة للالتقاء».

هذا ليس تقليدا جديدا بل هو طقس تاريخى عرفته الأسر المصرية منذ أن ظهرت دور العرض السينمائية فى مصر فى العقد الأول من القرن العشرين. وتعد منطقة وسط البلد هى المركز التاريخى للسينما فى القاهرة منذ ذلك الوقت المبكر، تمحورت حولها صناعة السينما والتوزيع قبل أن تنتشر دور العرض فى كل أنحاء القاهرة وضواحيها، وقبل أن تعرف مصر «المولات» العملاقة فتستضيف نوعا جديدا من قاعات العرض، الأصغر حجما والأكثر أناقة التى تستهدف جمهورا أكثر ثراءً. بينما تترك قاعات السينما ذات الطابع «الأوبرالى» الفخم لتواجه حالات تحرش جماعية على أبوابها، بعد تقسيم قاعاتها لتعرض أفلاما أكثر بسعر تذاكر أقل!. لم تكن تجد السينمات الكبيرة القديمة خارج وسط البلد. لكن عندما تتحول سينما مثل مترو- على سبيل المثال- إلى مجمع سينمات، فهى تتخلى عن الشىء الوحيد الذى يجعلها مختلفة، ومتميزة عن غيرها.

فى معظم مدن العالم تجد سينما واحدة على الأقل تحتفظ بشاشة كبيرة، وبإحساس الصالات الضخمة.

إن مشاهدة الفيلم فى صالة مثل هذه هو أمر شديد الخصوصية، بصرف النظر عن الفيلم المعروض ..إنها حالة متكاملة.

فى كتاب دورى كان يصدر بالفرنسية فى نهايات الثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات تقريبا بعنوان who،s who، ويضم قائمة بأبرز أسماء الشخصيات العامة ونجوم المجتمع فى مصر آنذاك من كبار العائلات وأشهر الأطباء والكتاب والدبلوماسيين الأجانب، إلى جانب الأماكن التى يمكن ارتيادها فى القاهرة نرى دور السينما فى وسط البلد، ونلاحظ فى خريطتين لقاعتى عرض «متروبول» و«ديانا» كيف كانت القاعة ذات «طابع ملكى» فهى مقسمة إلى «البنوار» أو المقصورة، وكان يتم حجزها للأسرة المالكة والوزراء والدبلوماسيين الأجانب، و«اللوج» وهو مكان أعلى من «البالكون» وأقل من «البنوار»، ثم «البالكون» والصالة.. قاعات بديعة لابد من الحفاظ على ما تبقى منها وترميمه.

ذلك أن سينمات وسط البلد تمثل قيمة تاريخية وحضارية واقتصادية، يمكن أن تؤدى إلى انتعاشة اقتصادية إذا أحسن استغلالها، ومنطقة القاهرة الخديوية رغم إغلاق بعض دور العرض بها والتدهور الذى أصاب البعض الآخر، لاتزال هدفا لعشاق السينما، وفى الواقع الصورة ليست معتمة بالكامل فهناك محاولات من عدة جهات ومبادرات مستقلة لتطوير ما تقدمه دور السينما فى وسط البلد، إحدى أبرز هذه المبادرات «سينما زاوية» التى تعرض الأفلام غير التجارية أو «أفلام المهرجانات» العالمية وتجارب السينما المستقلة. إن فى وسط البلد حوالى 12 ألف مقعد سينمائى.. نعم 12 ألف مقعد. تحديدا 11 ألفا وسبعمائة مقعد فى 31 قاعة عرض موزعة على 10 دور سينما من كل الفئات. وبعض هذه السينمات فتحت أبوابها للجمهور فى العقد الأول من القرن العشرين، مثل سينما ديانا بالاس بشارع الألفى التى أنشئت عام 1914، فيما بدأت دور أخرى عملها مع الألفية الجديدة مثل سينما «رينسانس» التى افتتحت عام 2009 وقبلها كانت السينما «مسرح توفيق الحكيم».

فى هذا الملف، وعلى مدار حلقات تقدم «منطقتى» حكايات سينمات وسط البلد، وخريطة دور العرض، وكل المعلومات عن كل سينما وتاريخها وعدد مقاعدها والشركة التى تديرها.