من صندوق البريد

نيوتن الخميس 07-07-2016 21:55

عزيزى نيوتن

يسعدنى أن أتواصل معك بخصوص بعض ما كتبته عن تصورك لأداء مهام بعض الوزراء، وكذا تلقيك بعض التعليقات من بعض قرائك المحترمين، واسمح لى أن أختلف معك، ليس فيما تشترطه على رئيس الوزراء لو عرض عليك تولى منصب وزارى، فكل ما ذكرته من اشتراطات هى أمور جيدة، ولكن افترض أن رئيس الوزراء قبل شروطك لتولى منصب وزير السياحة. وبعد عام تقريبا حدث تغيير وزارى وجاء آخران فى موقعيكما وكان لوزير السياحة الجديد رؤية مختلفة، وبدأ فى تنفيذها وجمد سياساتك، ثم بعد عام آخر حدث تعديل وزارى جديد، وجاء وزير ثالث للسياحة وفعل نفس ما فعله سابقوه، وهكذا دواليك بصرف النظر عمن هو أفضل أو عمن هى السياسات الأفضل، أنا هنا أتحدث عن كيف يسير العمل فى الوزارة، كل وزارة وأى وزارة (اربط الحصان مطرح ما بيقول صاحبه) وهى دى المشكلة التى لم تجد لها مصر حلاً على مر العصور وسيادتك بحكم جيناتك المصرية وقعت فيها أيضا.

خذ عندك وزارة أهم كثيرا من وزارة السياحة ألا وهى وزارة التعليم، هل يعقل أننا ومنذ ثلاثين عاما، وقت أن كان الدكتور سرور وزيرا للتعليم، لم نحسم بشكل نهائى نبقى على سنة سادسة ابتدائى أم نلغيها؟! وكل وزير جديد يجرب وبعد ما يمشى نكتشف إنه كان غلط وفاشل والبركة فى الجديد سوف يصلح ما أفسده الدهر، وبرضه اربط الحصان مطرح ما بيقول صاحبه.

ونفس الوضع ينطبق على امتحانات الثانوية العامة والدروس الخصوصية، وكل وزير جديد يبدأ من جديد. أنا لن أناقش قضايا التعليم فقط أضرب مثلا بأداء وزارة التعليم والذى ينطبق على كل الوزارات.

أقولها لك بصراحة إذا أردت أن تضع إصبعك على الجرح فهذا هو الجرح، لم يكن فى مصر فى يوم من الأيام خطة عمل متكاملة، لأداء أى وزارة من الوزارات، كله حسب التساهيل وتعليمات معالى الوزير، وأحيانا يكون معالى الوزير رجلاً على الله فى مجال عمل وزارته، أقسم بالله أعرف وزيرا لم يكن يعلم شيئا عن طبيعة عمله حتى خرج.

أقصد مما سبق أننا فى حاجة إلى إعداد خطة عمل لكل وزارة، وهيئة ومصلحة وشركة قابضة وشركة تابعة ومحافظة، وجهاز يحدد فيها الأهداف والبرامج والسياسات وشطارة المسؤول الأول الموجود على رأس أى تقسيم تنظيمى مما سبق أن يقود مرؤوسيه وفق تلك الخطط، ويقيم على هذا الأساس يستمر أو يمشى، وليس له سلطة تعديل الخطة إلا فى هامش ضيق جداً لا يمتد إلى الأهداف أو توقيتات إنجازها.

كلام كثير وأمثلة كثيرة واقعية أستطيع أن أذكرها لك ولكنها تحتاج إلى مساحات كبيرة.

د. محمد شتا

الأمين العام الأسبق للإدارة المحلية