عقدت أحزاب الوفد والتجمع والناصري اجتماعات طارئة صباح الخميس، لبحث الانسحاب من الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب، المقررة الأحد المقبل، بعد التجاوزات التي شهدتها الجولة الأولى.
وأعلن حزب التجمع تمسكه بخوض الجولة الثانية، ولا يزال اجتماع حزب الوفد منعقداً حتى الثالثة من عصر الخميس وسط انقسام بين أعضاء الحزب، فيما قرر الحزب الناصري الدعوة إلى مقاطعة التصويت في الجولة الثانية.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت انسحابها الأربعاء، بسبب ما وصفته بـ«التزوير»، فيما ترددت أنباء عن عزم حزب الوفد اتخاذ قرار مماثل.
وقررت الأمانة العامة لحزب التجمع الاستمرار في خوض جولة الإعادة، وعلمت «المصرى اليوم» أن حسم القرار داخل الاجتماع جاء بفارق صوت واحد لصالح مؤيدي استمرار الحزب فى جولة الإعادة، فيما دعت 19 من أمانات المحافظات بالحزب إلى اجتماع طارئ اليوم لتحديد رد فعل حيال قرار الحزب وهى المحافظات التى سبق وطالبت بالانسحاب من الانتخابات.
ونشبت خلافات واسعة قبل الاجتماع بسبب رفض أعضاء المكتب السياسى حضور أمناء المحافظات الاجتماع.
وقال رفعت السعيد، رئيس الحزب، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن التجمع سيواصل معركته ضد التزوير والدفاع عن الديمقراطية، مؤكداً أن الحزب سيستمر فى دعم المرشحين فى جولة الإعادة في معركة غير متكافئة، واصفاً جولة الإعادة بالمعركة البطولية التى يخوضها 6 من مرشحي الحزب.
وأضاف أن «ما جري فى الجولة الأولي من تجاوزات تحت سمع وبصر الأمن سيظل معلقاً فى عنق الحزب الوطني، كما ستظل علامة استفهام حول سلطات اللجنة العليا للانتخابات وقدرتها على التحكم فى العملية الانتخابية».
وانتهى اجتماع الحزب الناصري إلى الدعوة لمقاطعة الانتخابات، ودعم قرار الإخوان الانسحاب من الجولة الثانية، كما قرر الحزب عرض استقالة أحمد حسن، الأمين العام، ومحسن عطية، أمين التنظيم، من مجلس الشورى، على اجتماع عاجل من المقرر أن يعقده المؤتمر العام للحزب لاتخاذ قرار في هذا الشأن.
وفي حزب الوفد نظم نحو 300 عضو والعشرات من أنصار مرشحي الحزب فى جولة الإعادة وقفة احتجاجية على سلالم الحزب للمطالبة بالاستمرار في الانتخابات ورفض قرار الانسحاب، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوباً عليها: «يا بدوي نعاهدك .. شهداء على الصناديق»، و«لا لمقاطعة الانتخابات .. مستمرون مستمرون»، ورددوا هتافات: «هنمنع التزوير.. الانسحاب مرفوض».
واشتبك المتظاهرون بالأيدي مع النائب مصطفى الجندي الذي طالبهم بإنزال لافتاتهم والانصراف من أمام الحزب، قائلاً: «هنقاطع الانتخابات»، كما دخلوا في مشادات كلامية مع أعضاء الحزب المؤيدين للانسحاب من الانتخابات.
وقال عاطف الأشمونى، مرشح الوفد فى دائرة المطرية، الذي يخوض جولة الإعادة، إنه التزم حزبياً بقرار الانسحاب فور إخطاره مساء الأربعاء، إلا أنه عقب توجهه إلى الدائرة وجد المئات من أنصاره أمام المقر الانتخابي وأعلنوا رفضهم قرار الانسحاب وهددوه بعدم الوقوف معه مرة أخرى إذا قرر المقاطعة، وأشار إلى أنه سيخوض الانتخابات تحت أي ظرف، قائلاً: «سأقف وأنصاري بصدورنا أمام ضباط التزوير».
في المقابل، نظم العشرات من مرشحي حزب الوفد الذين خسروا الجولة الأولى فى الانتخابات وحركة «وفديون ضد الوريث»- وقفة احتجاجية أمام مقر الحزب، مطالبين بالانسحاب الفوري من الانتخابات وعدم الاستجابة لمرشحي الحزب فى جولة الإعادة، ورفعوا خلال الوقفة لافتات مكتوباً عليها: «كرامة الوفد فوق أي اعتبار» و«لا تلوثوا الوفد»، ورددوا خلال الوقفة هتافات: «يلا يا بدوي واحنا معاك.. يلا قاطع الانتخابات» و«لا للتزوير».
وهتف المئات من أعضاء الحزب بمحافظات الفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وسوهاج والشرقية: «انتخابات الشعب.. باطل.. مجلس شعب.. باطل» و«يا بدوى قاطعها قاطعها.. سجل فى التاريخ مقاطعتها».
وقال طارق يوسف، مرشح الوفد الخاسر فى دائرة مزغونة على مقعد الفئات، إنه يطالب بالمقاطعة رداً على الانتهاكات التى «أهانت كرامة حزب الوفد على أيدي مرشحي الوطني وضباط الأمن»، معتبراً أن صدور قرار بالاستمرار في الانتخابات يعني رضاء الحزب عن التزوير في جولة الإعادة.
وقال محمد حرش، مؤسس حركة وفديون ضد التوريث، إن قرار الانسحاب يعيد مكانة الوفد الطبيعية في الحياة السياسية باعتباره حزباً مستقلاً لا يرتدي ثوب «الوطني»، كبعض الأحزاب الأخرى، على حد تعبيره.