كل عيد وأنتم فى رضاء وأمن وأمان سالمين، فالهدوء والاسترخاء فى إجازة العيد أمنية غالية للعديد من الشعوب من حولنا. ونحن نسعى بجهد وثمن عسير لتحقيقهما كل لحظة على كافة حدودنا.. بقدر الله العلىّ العظيم وبمؤسسات صامدة تحت الكثير من الضغط الداخلى والخارجى.. فالاستقرار يشكل طوق النجاة أمام كل من يقف لنا بالمرصاد ليعرقل حالة الرضا والأمان فى مصر.. ويمنعنا من أن نشعر بالنجاح فى ظل الحروب الاقتصادية اليومية التى تُمارس علينا بهدف محاولات الكسر والإغراق لمصر بين الهموم والديون لفرض حالة انعدام الثقة.. وللأسف كلها محاولات مستمرة وبأدوات مدمرة!!.
وليبق بداخلنا السؤال: ما هذه الحروب النادرة والمتنوعة التى تخاض اليوم بجوارنا فى منطقة الشرق الأوسط؟. ومتى وكيف ستنتهى؟!.
فربما تكون الحرب الباردة؟، ولكنها من زاوية حديثة أخرى ثلاثية الأبعاد.. بين(الأوروبى - والأمريكى، والروسى)؟، أو حرب للتنافس والنفوذ والسيطرة على المنطقة بين العرب والفرس!!، أم هى حقا نوع من الحرب المذهبية بين كل من السنة والشيعة!!، أم ربما فقط هى الحرب بين الفوضى والديمقراطية كحصاد الربيع العربى المتفق عليه عالميا؟!. وقد تكون هى الحرب الإسلامية - الدولية ضد التطرّف والإرهاب؟!، أم فى النهاية هى فعلا جزء من أنواع صراع الحضارات بين الشرق الإسلامى والغرب المسيحى كما كتب وذكر من نظريات منذ سنوات؟.
تبقى الحقيقة الوحيدة أمامنا هى أنها حرب لم ولن تنتهى فى هذه الأيام.. أوالشهور.. وأن هناك بالفعل جهودا تسجل بالانتصار المصرى أمام كل المعوقات والأزمات.. نعم فليس أزمة سكر، وأرز، وامتحانات فقط مهمة ولكن شيئا آخر يشكل أزمات تساهم باحتوائها فى مكان ما من التموضع الدولى الجديد.. حيث تم اختيار مصر فى ظل كل ذلك لرئاسة لجنة القرار 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب، ولجنة القرار 1518 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالعراق، ولجنة القرار 1533 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالكونغو الديمقراطية. إذن هو دور دولى وعربى وإفريقى تحت أهم مظلة دولية وهى الأمم المتحدة حتى لو كان كرسى موقتا فى مجلس الأمن فقد فازت أيضا مؤخراً فى انتخابات التجديد النصفى لعضوية لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وبالأمس القريب كان وزير الخارجية المصرى فى العراق، ومن قبل الدعوة الأهم من الرئيس السيسى لإحياء جاد لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كلها تؤشر لتحركات، ومبادرات، تبرهن أن مصر تملك الحق فى دور عربى وإفريقى ودولى.. بقدرة بناء ثقة مع عدد كبير من الدول للإقناع والتأثير والدعم والتصويت..
وذلك دليل لإثبات ملكيتها لأدوات التأثير السياسى فى الملفات المختلفة، يشهد لها نجاح من التراكم المسجل فى التعامل والتعاون التاريخى مع عدد من الدول.. فلا تركيا أو قطر أو حتى بعض الأصدقاء فى دول الخليج قد يملأون هذا الفراغ.. لأن الخبرة والالتزام والمصداقية قد ترجح أن مصر لها الأفضلية فى المشاركة والتدخل مع كل الأطراف.. فمهما كانت همومها الداخلية فمازلت مصر تنبض وتتحرك، ومازالت الأقدر والأقوى، صاحبة الإيمان بالدولة والعقيدة بحماية الجيش، والقيادة الحكيمة، والمؤسسات الأمنية التى تفيد بالمعلومة والخبرة فى التعاون فى العديد من الملفات الدولية، وإرادة قوية للشعب للنهوض، وعدم الاستسلام طويلا للركوع، لذلك كان الانتصار أمام هذا الإصرار على التشتيت بين العوائق والتخبط والهموم لميراث مصرى صعب يحتاج الصبر وشد العَصّب.. الأهم هو كشف المستور لكل مخادع أو ممول أو عميل.. إن كان فى مركز مرموق أو حتى مهم أو مشهور.. فالسكوت عليهم أصبح صعبا وممنوعا.. لأن الوقت ليس فى صالحنا والتهاون معهم أصبح نوعا من التعاون غير المطلوب.
gailane.gabr@ yahoo.com