احتفل محرك البحث «جوجل»، الثلاثاء، بإعلان وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أن المسبار الأمريكي «جونو» يقترب من بلوغ مدار كوكب المشترى، بعد 5 سنوات على انطلاقه من كوكب الأرض، في مهمة ترمي إلى التعرف على أسرار هذا الكوكب الأكبر في المجموعة الشمسية.
والمركبة غير المأهولة «جونو» تقع حالياً على بعد 14 مليون كيلومتر من مدار المشترى، ويتوقع أن تبلغ وجهتها في الخامس من يوليو المقبل. وبعد ذلك ستنفذ 37 عملية تحليق على ارتفاع 4 آلاف و667 كيلومتراً فقط عن الطبقة الغازية الكثيفة للكوكب الضخم، في مهمة تستمر 16 شهراً.
وعمليات التحليق هذه ستكون أقرب بكثير من تلك المنفذة في مهمات سابقة، مثل مهمة المسبار الأمريكي «بايونير 11»، الذي حلّق في عام 1974 على ارتفاع 43 ألف كيلومتر.
وفي الخامس من يوليو المقبل، وفيما سيكون «جونو» منطلقاً بسرعة 64 كيلومتراً في الثانية، ستعمل محركاته مدة 35 دقيقة، لكبح سرعته ووضعه في مدار قطبي حول المشترى، بحيث تتم دورة كاملة حوله في 53 يوماً.
وتفصل المشترى عن الأرض مسافة 896 مليون كيلومتر، لذا فإن الإشارات اللاسلكية التي سيرسلها المسبار لتؤكد لمركز التحكم أن المسبار شغل أجهزته ستتأخر 48 دقيقة حتى تصل.
وخلال عمليات التحليق، سيخترق المسبار طبقات السحب الكثيفة لجمع معلومات تفيد في فهم أصل تكوين هذا الكوكب وبنيته وغلافه الجوي ومجاله المغناطيسي.
وقالت داين براون، المسؤولة عن «جونو» في وكالة الفضاء الأمريكية: «سيقترب المسبار إلى مسافة من الكوكب لم يقترب إليها مسبار من قبل، لكشف أسراره».
والاقتراب من الكوكب إلى هذه المسافة لا يخلو من الخطر على المسبار، ومن ذلك مثلًا وجود طبقة من الهيدروجين مضغوطة، حيث إنها توصل الكهرباء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير المركبة.
وتبلغ كلفة مهمة «جونو» 1.1 مليار دولار، وأطلق من الأرض في الخامس من أغسطس 2011.
وتعمل المركبة الفضائية بالطاقة الشمسية، حيث تمتلك ثلاثة ألواح شمسية على شكل مروحة، ويبلغ مجموع أطوالها عشرين مترا لتزويدها بطاقة تبلغ 486 واطا.
وحطمت «جونو» الرقم القياسي الذي أحرزته مركبة «روزيتا» التي تعمل بالطاقة الشمسية عندما وصلت إلى مدار يبعد عن الشمس مسافة 792 مليون كلم عام 2012، وتم تحطيم ذلك الرقم حينما وصلت «جونو» إلى مدار يبعد مسافة 793 مليون كلم عن الشمس عام 2015، لتكون أبعد مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تمت صناعتها حتى الآن، علما بأنها ستصل إلى مدار يبعد عن الشمس مسافة 835 مليون كيلومتر.
ويعتقد العلماء أن المشترى من أوائل الكواكب التي تكونت في نظامنا الشمسي، وأنه ولد في منطقة نائية باردة على أطراف نظامنا الشمسي، قبل أن يستقر في موقعة الحالي بين حزام الكويكبات وكوكب زحل.
ويعد المشترى من أهم الكواكب في مجموعتنا الشمسية نظرا لحجمه الهائل، إذ يبلغ قطرة 71.5 ألف كلم، ويمكن أن يتسع إلى 1317 كرة أرضية، ويعد الأسرع دورانا حول نفسه بين جميع كواكب المجموعة الشمسية، إذ تبلغ سرعته 45.3 ألف كلم/ساعة، حيث يتم دورة واحدة كل عشر ساعات.