يارا نعوم وجزمة متعب

ياسر أيوب الإثنين 04-07-2016 21:57

وفق أى قواعد أخلاقية وحسابات للمنطق.. لابد من اعتبار يارا نعوم مخطئة للغاية وتجاوزت كل حدود حين قررت التعليق علناً على الهدف الذى أحرزه عماد متعب، أمس الأول، أمام الاتحاد السكندرى فى مباراة انتهت بتعادل الفريقين.. ففى الدقيقة الرابعة والثلاثين من المباراة أحرز عماد متعب هدفاً للأهلى فكتبت يارا نعوم بسرعة.. هسسسسس كله يحط الجزمة فى بقه..

ومن الواضح أن هذه الجملة كانت قمة انفعال يارا نعوم وهى ترى زوجها طيلة الفترة الماضية يتعرض لكل أشكال وأنواع الانتقاد والهجوم والتجريح والسخرية والتشكيك فى ضرورة بقائه لاعباً فى الأهلى.. ولهذا كانت هذه الجملة التلقائية الغاضبة شديدة الانفعال والصدق رغم قسوتها وقبحها أيضاً.. جملة لا يمكن قبولها مهما كانت مبرراتها ودوافعها، ويارا أخطأت كثيراً وجداً دون أى شكوك أو محاولات لتبرئتها أو تبرير جملتها.. ولا أتوقف أمام هذه الجملة التى أرفضها بالقطع.. إنما أتوقف أمام حفلة الإهانة والتنكيل وردود كثير من الجماهير وبعض الزملاء الإعلاميين على يارا نعوم.. فالردود على الجملة القبيحة القاسية كانت أكثر قبحاً وقسوة..

وهذه ظاهرة مصرية جديدة باتت تستحق التمهل والتأمل أيضاً.. فحين يقوم أى إنسان منا بأى خطأ.. يتصدى له الكثيرون اعتراضاً واحتجاجاً على هذا الخطأ لكنهم فى محاولاتهم يرتكبون دون وعى وإدراك أخطاء أكبر وأفدح من الخطأ الأول والأساسى.. ورغم ذلك يبقى صاحب الخطأ الأول هو المخطئ الأساسى والوحيد أيضاً.. وحين يتلفظ أى إنسان مثلاً بلفظ خارج أو جارح فليس من الضرورى أن تتضمن الردود عليه ألفاظاً أكثر خروجاً على أى قواعد سلوكية وأخلاقية وإلا تشابهنا كلنا ولم يعد فينا من يصلح أو يستحق محاسبة الآخر..

الملاحظة الثانية الخاصة بنفس جملة يارا نعوم غير اللائقة وغير المهذبة أيضاً تتعلق سواء بالإعلاميين أو عموم الناس.. فقد أصبح كل أحد منا يمنح نفسه الحق فى أن يقول أى شىء ويهاجم أى شخص ويسخر من أى رأى لكنه يكاد يحترق ثورة وغضباً إذا انتقده أو هاجمه أى أحد.. فهذا هو ما بات يحدث فى بلادنا طوال الوقت.. الإعلاميون مثلاً يطلق كثيرون منهم كل يوم أحكاماً واتهامات سواء صحيحة أو زائفة ومنصفة أو متجنية.. ينتقدون الجميع ويتصيدون لهم الأخطاء وأحياناً لا يترددون فى ترويج شائعات وأكاذيب.. لكنهم أبداً لا يقبلون كلمة نقد واحدة.. وكثير من الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعى يزيلون أى سقف أو حدود لإهاناتهم وشتائمهم لكنهم لا يمنحون نفس هذه الحقوق لمن طالته هذه الشتائم والإهانات.. لا يسمحون له أحياناً حتى بالدفاع عن نفسه.. ومرة أخيرة أؤكد أننى لا أقبل مطلقاً بما قالته يارا نعوم.. لكننى من ناحية أخرى أتعاطف معها ومع عماد متعب.