مراجعة الذات

نيوتن الجمعة 01-07-2016 21:48

كل من أعمل معهم نواياهم حسنة. كلهم بلا استثناء. بعضهم أصدقاء لى منذ الطفولة. بعضهم كانوا زملاء دراسة. البعض الآخر تعرفت عليه فى رحلة الحياة. وغيرهم كثر. فأنا أحب الناس. من هواياتى التواصل معهم. الغوص فى شخصياتهم. أعتبر البشر مثل الجواهر واللآلئ، تحتاج إلى من يكتشفها. كل إنسان له قصة. خلفه حكاية تعيسة كانت أو سعيدة. فلكل واحد منا فى مشوار الحياة قدر من الألم وقدر من السعادة. هذا لا ينفى أن فراستى تخذلنى أحيانا. فأفترض فيهم أمانة وكفاءة قد تكون من خيالى ومن غرورى. فلذلك لا تخلو حياتى من بعض الصدمات القليلة.

عشت طوال عمرى لا أكره شيئاً قدر كراهيتى للوحدة. لا أحب أن أكون وحيداً فى السفر. فى البيت. فى التنزه. فى العمل. حين كنت طالباً محدود الموارد كنت أضطر لدفع تذكرة إضافية لإغراء أحد الأصدقاء ليصاحبنى لمشاهدة فيلم سينمائى. عندما شرعت فى تأسيس عملى الخاص. كان الطبيعى أن أستعين بأصدقائى. عرضت عليهم العمل معى. أو الشراكة. المهم أن يكونوا إلى جوارى. لذلك عندما كنت أذهب إلى مقر العمل هو إحساسى نفسه عندما كنت أذهب إلى بوفيه كلية الهندسة. لم أشعر بالغربة، فالصحبة القديمة ما زالت تحيط بى.

أحد أصدقاء عمرى. كلما سألته عن رأيه فى أمر ما. أجد رأيه متطابقا تماما مع الرأى الذى أكون قد توصلت إليه فعلا. وصل هذا الأمر أننى إذا توصلت إلى رقم محدد كثمن لأى شىء. وسألته، يجيبنى بنفس الرقم الذى دار فى ذهنى. تكرر هذا كثيرا. لدرجة أننى كنت أكتب الرقم على ورقة بيضاء وأطويها. فإذا به ينطق الرقم الذى كتبته. ثم أفتح له الورقة. أظهر الرقم الذى كتبته ليشهد بنفسه على مدى اتفاقنا. لذلك بدأت أتجنب أخذ رأيه. اكتشفت أن هذا التطابق لا يفيدنى. أسأل آخرين. ينظرون للأمر من زوايا تختلف عنى. طبعا هؤلاء كانوا يضايقوننى بآرائهم المختلفة. لكنهم فى الوقت ذاته ينيرون لى طرقا أخرى بشكل أكثر شمولا. يقلبون أمامى القضايا من أكثر من زاوية. تجاهلتها ولم تخطر ببالى.

بالنسبة لى لست صاحب سلطة. فما بالك لو كان من نتحدث عنه وزيرا. يزيد أو يقل عن درجة وزير. لكن أى صاحب قرار. فهنا الوضع أخطر كثيرا. قراراته لا تخص شركة خاصة بها بعض الموظفين. إنما قراراته قد تخص بلدا بأكمله. لذلك يجب مراجعة من أشار بالتعامل مع المذيعة اللبنانية ليليان داوود على هذا النحو. قضيتها ليست بأهمية قضية ريجينى. التصرف معها بهذا الشكل غير صحى. غير مفيد. من أشار بالقبض على وزير الزراعة بهذا الشكل قبل أن يبدأ معه التحقيق كان له نفس المردود. حتى لو أدانته المحكمة بعد ذلك. من أشار بالتصرف الغريب، والتعامل مع أحد رجال الأعمال بطريقة مشينة وفجة. من لم يعترض على التعامل مع المستشار هشام جنينة. من لم يعترض على إقالة المستشار أحمد الزند بهذا الأسلوب. كل هؤلاء يجب مراجعتهم. يجب إشراك آخرين قبل اتخاذ قرارات من هذا النوع. هذا من باب مراجعة الذات. ليس من باب جلد الذات.