قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الخلافات بين مصر وتركيا أجهضت مساعى السعودية لمواجهة إيران وتمدد نفوذها.
ورأت الصحيفة أن المعادلة التى تتخذ شكل المثلث، وتقع فيه السعودية عند رأس المثلث، أظهرت تركيا حليفا أساسيا للسعودية على ساحة الصراع السورى، فكلاهما قدم الدعم اللازم للمقاتلين «السنة» ضد النظام السورى المدعوم من إيران الشيعية، بل عزز الطرفان جهودهما فى الشهور الأخيرة.
فى المقابل، لعبت مصر دوراً حيوياً فى مساعى السعودية الرامية للتصدى للنفوذ الإيرانى فى اليمن، من خلال الانضمام للتحالف العسكرى الذى قادته السعودية هناك لردع الحوثيين المدعومين من طهران.
وأوضحت الصحيفة أن المشكلة التى تواجه السعودية الآن تكمن فى الضلع الثالث من المثلث، والذى يربط بين القاهرة وأنقرة، حيث تحول الخلاف إلى عداء، خاصة أن تركيا التى سعت إلى إصلاح علاقاتها مع إسرائيل وروسيا ظلت علاقاتها مع مصر جامدة منذ الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم فى 2013.
وأضافت «وول ستريت»، فى تحليلها، أمس، أن ما يزيد من إحباط الرياض أن مصر وتركيا، المستهدفتين بقوة من تنظيم داعش الإرهابى، تشاركان الرياض وجهة نظرها بشأن تنامى النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن تركيا، على عكس حلفاء السعودية الآخرين، لم تخفض العلاقات الدبلوماسية مع إيران، خاصة بعد الهجوم الأخير على السفارة السعودية فى طهران، أما مصر فلم تَنْصَع لرغبات السعودية فى الإطاحة بالنظام السورى، وكان ذلك كافيا لإثارة المخاوف السعودية تجاه مصر وتركيا.
وقالت «وول ستريت» إنه بينما تنظر القاهرة لجماعة الإخوان باعتبارها الخطر الأكبر، وترى أن النظام السورى أقل شراً من الإخوان، يعتبر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن الإطاحة بمحمد مرسى وحبسه إهانة شخصية، ومن ثَمَّ فإن القيم الأيديولوجية التى تحكمه تضغى على المزايا الجيوسياسية المحتمل الحصول عليها من خلال التعاون مع مصر.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، التى قال فيها إنه لابد ألا تعترى العلاقات المصرية التركية أى مشكلات، «لأن مصر شريك رئيسى لأى مصالح فى الشرق الأوسط»، على حد تعبيره.
ورأت «وول ستريت» أن التقارب بين تركيا والسعودية يُعزى فى جزء منه إلى التوجه المختلف الذى تبناه الملك سلمان بن عبدالعزيز إزاء الإسلام السياسى، ونجله، وزير دفاعه، «محمد»، خاصة بعد اتجاه السعودية إلى استيعاب منتمين لجماعة «الإخوان» فى سوريا واليمن.