دراسة حديثة: «السلفية» أكثر التيارات تأثيراً فى «الإخوان»

كتب: بسنت زين الدين الثلاثاء 30-11-2010 21:00


رصدت دراسة حديثة التحولات الأخيرة التى شهدتها جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وقالت: إن «الإرباك» الذى ظهر مؤخراً فى مواقف الإخوان، هو نتاج «نمو توجهات سلفية كامنة فى جسم الجماعة»، تخرج بها عن نطاق سياستها التى عرفت بها فى مرحلة التأسيس، إلى حالة من «التسلف».

وأوضحت الدراسة التى جاءت بعنوان «تسلف الإخوان: تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية فى جماعة الإخوان المسلمين»، أن هذه التوجهات تعكس تحولات داخلية تتعرض لها «الإخوان» منذ فترة ليست قصيرة، مضيفة أن السلفية أصبحت من أكثر التيارات فاعلية وتأثيراً داخل الإخوان.


وأشارت الدراسة، التى أعدها حسام تمام، الصحفى والباحث ورئيس وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، إلى أن الجماعة تعرضت لأكبر «هزة تنظيمية فى داخلها»، خلال إجرائها انتخاباتها الداخلية نهاية 2009 وبداية 2010، التى أسفرت عن تصدر رموز التيار التنظيمى المحافظ لنتائجها، وأن الجماعة مرت بحالة من التحول للسلفية الوهابية منذ أوائل الخمسينيات، وتعززت مع اشتداد الحملة الناصرية على الجماعة، وفرار عدد من كبار قادتها واستقرارهم بدول الخليج. ويقول الباحث: إن رؤية حسن البنا لهوية الجماعة توضح أن «سلفية الجماعة الإسلامية فى مرحلة التأسيس، كانت مختلفة عما هو متعارف عليه فى السلفية اليوم، حيث إنها تضم كل المكونات الثقافية للمجتمع»، موضحاً أن «روح التصوف» حاضرة فى البناء التنظيمى للجماعة.


وأوضحت الدراسة أن عملية «تسلف الإخوان» مرت بموجتين: الأولى هى تداعيات المرحلة الناصرية، والثانية جاءت فى سياقات التحول فى السبعينيات، مشيرة إلى أن مرحلة الثمانينيات بمثابة مرحلة كمون السلفية الإخوانية، وذلك بسبب القضايا الكبرى التى كانت محل اهتمام المصريين وقتذاك.


وقالت الدراسة إن نتائج الانتخابات الداخلية الأخيرة أدت إلى احتجاجات من تيار الإصلاحيين داخل الجماعة، وقلق من النخب الفكرية والسياسية خارجها، بسبب ما اعتبره كثيرون، حتى من الإخوان أنفسهم، «اختطافاً» لجماعة الإخوان من قبل التيار القطبى الذى أحكم سيطرته التنظيمية على قيادة الجماعة، وتولى أبناؤه أهم مواقعها التنظيمية، وعلى رأسها منصب المرشد العام واثنان من نوابه الثلاثة.