تجاهل مؤثم

نيوتن الخميس 30-06-2016 21:34

عزيزى نيوتن

زمان وأنا صغير كنت دائماً أقرأ صفحة الحوادث (من ٤٠ أو ٥٠ سنة)، وكان كل فترة يقومون بنشر تفاصيل جريمة تتكرر دورياً، وتصل أحيانا للقتل غير إصابات كثيرة، بسبب نزاعات على الرى. لأنه كما نعلم فإن الرى يكون بحصص بالتناوب أو بفتحات محددة حتى لا يقل الماء على الأراضى الأبعد وهكذا. إحنا حالياً فى فترة ضعف إيراد النيل من المياه، والعام الحالى فيه كارثتان، وهما بدء ملء سد إثيوبيا، وفيضان أقل من المتوسط بعد عام كان فيه إيراد النيل أقل عام منذ أكثر من مائة عام. وطبعا وبدون دفن الرأس فى الرمال والكذب على النفس إحنا شعب فردى أنانى. أنانى فى المرور والكسر على الآخرين وتخطيهم عادى، أنانى فى الوقوف فى الطابور فى أى مكان، وكلٌ يزاحم ومش مهم مين قبل مين، أنانى فى ركن السيارة، وطبعاً أنانى أكثر فيما يخص لقمة العيش ومنها الزراعة، وسيحاول الكثيرون الحصول على أكبر قدر من الماء الشحيح وستحدث الصدامات وسيحدث القتل وقد يكون كثيرا، فكيف استعدت الدولة والناس للكارثة. أرجوكم ارحمونا وبلاش حد يقول إحنا شعب مش أنانى ويدخل فى مجادلة فى موضوع مفروغ منه. طبعاً مش كل الشعب أنانى ولكن يكفى ٢٠٪‏ فقط فتنقلب الدنيا لفوضى. إحنا داخلين على كارثة مياه بنسبة عالية جدا وداخلين على أزمة اقتصادية وديون مخيفة، ومع ذلك مشغولون بأمور بسيطة بدلا من تفريغ الوقت والجهد للبحث عن أحسن الحلول، ويا ريت نتعلم من شرق أستراليا حينما توقعت حدوث جفاف واستعدت له وبنت محطات تحلية ضخمة مقارنة بغرب أستراليا التى اكتفت بالمنومات فضربتها الكارثة.

لازم فوراً وبلا عقد نفسية أو سياسية تطبيق فكرة دكتور نظيف وجمال مبارك الخاصة بتحويل كل الأراضى القديمة للرى الحديث لتوفير من ٣٠ إلى ٥٠٪‏ من المياه. طبعا حتكون فيه مقاومة واتهامات وعرقلة ولكن الجيش ممكن يجبر الناس لإن دى مسألة حياة أو موت. كمان لازم نمنع الزراعات الشرهة للمياه مثل الرز، إلا ما نحتاجه فقط، وكمان كل محطات الكهرباء الجديدة تكون مثل السعودية تقوم بتقطير المياه ونرجع لفكر د. يوسف والى العبقرى، ونزرع المحاصيل الغالية قليلة الماء، ونشترى المحاصيل الشرهة للمياه. هكذا تفعل كوريا وتفتخر بأنها تستورد مزروعات توفر ٤٥ مليار مكعب مياه سنويا. ونعمل معهد متخصص فى المياه فقط ونجيب له أحسن عقول من الداخل والخارج.

م. صلاح حافظ

تعليق نيوتن:

الموضوع لا يحتاج إلى نظيف أو جمال مبارك. الموضوع أبسط من هذا بكثير. فلا يمكن أن تصلح ملابس طفل وزنه 10 كيلو بعد أن كبر وأصبح وزنه يقترب من 100 كيلو نحاول حشره فى ملابسه القديمة. نظام الرى لدينا بدأ عندما كان تعداد مصر 10 ملايين. كان يعتمد على الغمر. كان تعداد السكان يسمح. كميات المياه كانت تكفى. الآن لم يعد لدينا هذا الترف. التعداد السكانى لا يسمح. كميات المياه لا تكفى. الحل بسيط وسهل. لكنه رغم بساطته إهماله وتجاهله خطر يهدد الأمن القومى.